قناة السويس غير قلقة من المنافسة الإيرانية عبر إحياء طريق الحرير

TT

الاسماعيلية (مصر) ـ رويترز: قلل مسؤول بهيئة قناة السويس امس من مساعي ايران لاحياء طريق الحرير القديم الذي كان يستخدم لنقل البضائع بين آسيا واوروبا قديما وذلك لاجتذاب الحاويات بدلا من المرور بقناة السويس.

وقال المسؤول ان طريق الحرير لن يكون تأثيره خطيرا وان هناك عدة عقبات سياسية واقتصادية تواجه عمليات احياء هذا الطريق.

وكان مسؤول حكومي ايراني قال لـ«رويترز» الاسبوع الماضي ان القوافل الحديثة التي تنقل البضائع من آسيا الى اوروبا عن طريق ايران تختصر نحو خمسة الاف كيلومتر من السفر عبر قناة السويس وان طريق ايران أرخص بما يتراوح بين 20 الى 30 في المائة.

وقالت غرفة التجارة والصناعة والتعدين الايرانية في احصائيات لها حول الاحتمالات الاقتصادية لهذا الطريق انه سيجلب عائدات تقدر بما بين خمسة وستة مليارات دولار سنويا وان ايران يمكنها الحصول على ما بين أربعة وخمسة في المائة من رسوم عبور تجارية مقدارها 120 مليار دولار بين اسيا وأوروبا.

وقال وائل صالح قدور مدير ادارة التخطيط والبحوث بهيئة القناة ان هذا الطريق لن يتم استخدامه بشكل تجاري لنقل البضائع بكميات كبيرة قبل عشر سنوات حيث انه يحتاج الى اعمال بنية تحتية ضخمة حتى يتمكن من منافسة القناة وانه بامكانياته الحالية غير قادر على منافستها.

واضاف ان الموانئ الموجودة على طول هذا الطريق هي الاخرى غير مجهزة وتحتاج الى استكمال العديد من الاعمال بما يمكنها من خفض تكلفة النقل. وتابع ان الطريق الذي قالت ايران انها بدأت الاستثمار في بناء الطرق والسكك الحديدية والموانئ المتناثرة على طوله وانه سيربط شمال العالم بجنوبه بما يساعد في نقل 20 مليون طن من البضائع تتابعه ادارة القناة منذ فترة كما تقوم بدارسة ومتابعة كل الطرق المنافسة والبديلة لقناة السويس وتقوم بتقييم كل طريق ومدى تأثيره على القناة من عدمه.

وقال ان هذا الطريق حتى بعد انتهاء كافة اعمال البنية التحتية به لن يتمكن من اجتذاب سوى عشرة في المائة من حجم تجارة الحاويات المارة بقناة السويس والتي تجتذب قناة السويس نحو 96 في المائة منها وان هذه التجارة تزيد سنويا بمعدل تسعة الى عشرة في المائة.

واضاف ان عمليات اقامة هذا الطريق مهددة لعدم وجود استقرار في المناطق التي يمر به.

وقال احمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس ان القناة وضعت العديد من القواعد والسياسات المرنة لمواجهة اي مخاطر تهدد حركة الملاحة بقناة السويس منها سلاح المنافسة بالاسعار وتقديم المزيد من الحوافز وتطوير غاطس قناة السويس.

وتشير الدارسات الموجودة بادارة قناة السويس الى ان اهم الطرق المنافسة والبديلة البحرية للقناة تتمثل في طريق رأس الرجاء الصالح وقناة بنما وطريق القطب الشمالي ويعد خط حديد سيبريا الدولي وخط الحرير من أهم الخطوط البرية المنافسة بالاضافة الى خطوط الانابيب المستخدمة في نقل البترول والغاز الطبيعي.

واشارت الدراسات الى انه حتى يمكن للطرق المنافسة ان تؤثر على مكانة قناة السويس لا بد ان تكون تكلفة المرور به ارخص من النقل عبر القناة بالاضافة لكون قناة السويس اكثر سرعة وامنا.

لكن سمير معوض الخبير البحري المصري ونائب رئيس شركة «كوسكودوم» للتوكيلات الملاحية يقول ان احياء طريق الحرير من شأنه ان يؤثر على حجم الحمولات المارة بقناة السويس ويجتذب جزءا منها.

ويضيف انه اذا كان تأثير هذا الطريق محدوداً في البداية فانه يمكن ان يمثل خطرا حقيقيا في حالة تطويره وانهاء كافة المشكلات السياسية في المنطقة التي يمر بها فالطريق يوفر في الوقود والوقت.

وقال انه على قناة السويس لمواجهة هذا التهديد الجديد ان تستكمل الاجزاء المزدوجة بطول القناة والتي لا تزيد حاليا عن 40 في المائة حتى لا تضطر السفن المارة الى البقاء اكثر من 15 ساعة في مناطق الانتظار بجانب سرعة الانتهاء من مراحل التعميق الخاصة بغاطس القناة بما يسمح بعبور السفن العملاقة مع اعادة النظر في رسوم المرور بالقناة ومنح مزيد من التخفيضات للسفن المارة واقامة مناطق استثمار دولية جادة على ضفتي القناة.