تذكروا عبد الله جوبا .. حتى لا يتفتت السودان

TT

رحم الله السفير الكويتي الراحل عبد الله السريع أو (عبد الله جوبا)، كما كان يحلو للسودانيين أن ينادوه، فلقد كان الرجل يحب السودان كثيراً، وكان يحب الجنوب، وقد تغلغل حب هذا الرجل إلى قلوب الكثيرين، فأحبّوه كما أحبهم، وعلى مستوياتهم كافة، لدرجة أنه كان مندمجاً في الحياة العامة، وقد ترك ذكرى جميلة ما زالت عالقة في الوجدان حتى يومنا هذا.

تذكرت هذا الرجل العظيم وتمنيت لو كان لإخواننا العرب التفاتة نحو جنوب السودان وإعماره، وقد كنا نتمنى إعماراً أخوياً لتلك البقعة العزيزة على النفوس وقبل أن يلتهم الغرب كل عقوداته. وقد يتمنى المرء هذه الالتفاتة من ذوي القربى، وحتى لا يتفتت السودان إلى دويلات يصعب ضمان استقرارها لعقود. وقد يعتقد البعض أن تقسيم الثروة بهذه الطريقة التي تمّت، هو تشجيع لمؤيدي الانفصال، ولمَ لا والبترول جلّه بالجنوب.

حقيقة لقد عانى الإنسان كثيراً بسبب هذه الحرب، ولأعوام طويلة أزهقت أرواح بريئة وفقدَ السودان حتى غاباته الجميلة، التي كانت قِبلة للسياح، ولقد قتل الكثير من الحيوانات البرية بسبب الألغام الأرضية، التي ما زالت مدفونة هناك.

إن إعمار الجنوب يتطلب أموالاً طائلة، لأن محو آثار حرب امتدت قرابة الـ 50 عاما، ليس بالأمر الهيّن، وقد يكون مستحيلاً على العرب لوحدهم القيام بذلك، لكن ليس هذا يعني التزام الصمت والاكتفاء بحلو الحديث. يجب أن يأخذ الإعمار بعداً دولياً، كذلك يجب علينا نحن أهل الشمال إبداء روح جديدة ملؤها الحب تجاه اخوتنا وعدم النظر إليهم بدونية مع إثراء التعايش والتمازج كأبدع ما يكون وليبتعد عنا وإلى الأبد، كل أنصار الحروب وعبادها.

ثم انقضت تلك السنون. وأهلها.. فكأنها وكأنهم أحلام.