طباخ صدام يتذكر قصي «الذواق» ويحن لـ«حقبة السمك المجيدة»

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: اختفى نظام صدام حسين ووقع هو نفسه أسيرا في ايدي الاميركيين، لكن طباخه المختص بتقديم انواع السمك ايوب العبيدي لم ينس تلك «الحقبة المجيدة» عندما كان يعد الاطباق لكبار المسؤولين وخصوصا قصي، النجل الاصغر للرئيس المخلوع.

وقال العبيدي، 64 سنة، وهو يرتشف الشاي في مطعم بشارع ابو النواس «كان من بين زبائني صدام وزوجته ساجدة وابناؤهما وكافة الوزراء وكبار مسؤولي النظام». واضاف وهو يتابع حركة الماء في نهر دجلة «كان صدام يعشق السمك الذي اعده. وكان يرسل حراسه لجلبه مرتين او ثلاث مرات اسبوعيا. كانت اخر مرة قبل شهرين من سقوط النظام» في ابريل (نيسان) 2003. واشار الى انه «في احدى المرات طلب مني اقرب حراسه الشخصيين اعداد 20 سمكة كبيرة صباح اليوم التالي من دون ان يقدم لي اية تفاصيل». واضاف «ومع حلول الموعد تم اصطحابي بسيارة الى الموصل حيث كان الرئيس يستقبل اعيانا محليين. ولم يأكل صدام، الذي يفضل السمك الصغير، من الوليمة بيد انه لم يوبخني».

ويقول «المفضل عندي كان قصي» مشيرا الى ان «لا احد كان يملك سعة اطلاعه على السمك. كان الذواق يأتي الى هنا لتناول المسقوف» اي السمك المشوي على الحطب. وقال «وحين قتله الاميركيون مع شقيقه الاكبر عدي» في يوليو (تموز) في مداهمة في الموصل «قال الناس ان الجثة التي عرضت في التلفزيون ليست لقصي لكني كنت واثقا من انها جثته».

والعبيدي الذي يقول انه امي، يروي ذكرياته مقرا انه يخلط احيانا بين التواريخ. وقال «تعرفون انا اقدم السمك منذ 47 عاما والحكايات كثيرة ولكن يمكنني ان اقول بلا تردد ان السبعينات كانت الأفضل».

ولم يكن صدام حسين الذي وصل الى السلطة سنة 1979 قد دخل حروبا في تلك الحقبة وكان العراق يعيش ازدهارا اقتصاديا كبيرا. ويضيف الرجل «اضافة الى المسؤولين العراقيين كنت استقبل مسؤولين اجانب». وذكر انه رفض ذات ليلة ان يدفع مسؤول فرنسي لقاء ما تناول. واضاف بفخر «قلت له ان هذه هدية لنزاهة فرنسا ازاء العرب والقضية الفلسطينية». كما دعي الطباخ في احدى المرات الى العوجة مسقط راس صدام حسين لاعداد المسقوف لساجدة والملكة نور زوجة العاهل الاردني السابق الملك حسين سنة 1989.

ويتذكر ايضا سهرة اقيمت على شرف زعيم الحزب الوطني الروسي المتشدد ونائب رئيس الدوما فلاديمير جيرينوفسكي. وقال «كانت المناسبة ذكرى ميلاد صدام حسين وطلبت مني الخارجية اعداد سهرة خاصة». واضاف مبتسما «كانت هناك راقصة وفرقة موسيقية ودامت السهرة طويلا. وكان جيرينوفسكي يحتفل مثل احد الامراء».

وورد اسم جيرينوفسكي ضمن 200 اسم لشخصيات وشركات تلقت كوبونات نفط مقابل دعمها نظام صدام حسين. ولكنه نفى اي علاقة له بهذه القضية.

وختم الطاهي وهو يجول بنظره في محله الفارغ بقوله «آمل ان يأتي القادة العراقيون الجدد الى هنا كما كان يفعل مسؤولو النظام السابق».