اسرة عامر الشهري احد المطلوبين في قائمة الـ 26 تتسلم جثته بعد العثور عليه في قبر سري

والد القتيل وشيخ القبيلة لـ«الشرق الأوسط»: الإرهابيون هم الذين اسقطوا ابني وحطموا حياته

TT

قال محسن آل زيدان الشهري والد القتيل عامر، 23 سنة، والمتورط مع خلايا الإرهاب في السعودية لـ«الشرق الأوسط» امس انهم تسلموا جثمانه في الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر امس «وصلينا عليه في المقبرة ودفناه».

وتوصلت السلطات السعودية عبر تحرياتها الى ان عامر المطلوب ضمن قائمة الـ 26 متهما بالإرهاب كان مدفونا منذ شهرين «داخل قبر في منطقة خالية على طريق الرياض ـ القصيم، حيث تمت مساواة القبر بالأرض حتى لا يتمكن احد من التعرف على انه قبر عامر». وكان عامر قد اصيب في تبادل لاطلاق النار في منتصف شهر رمضان الماضي اثر عملية مداهمة لموقع في حي السويدي بالعاصمة الرياض. ويتكشف من بيان صادر على لسان مسؤول بوزارة الداخلية السعودية امس، ان العناصر المطلوبة، التي تم القبض على بعض افرادها فيما بعد، قد حملوا معهم عامر بن محسن بن مريف آل زيدان الشهري وفروا به الى موقع سري، وتولوا معالجته بأنفسهم وهو الأمر الذي تسبب في مضاعفة إصابته الى ان تدهورت حالته بالكامل ليتوفى بعد اكثر من شهر من حادثة تبادل إطلاق النار. وشن الأب، الذي يعمل موظفا بمستشفى الشميسي في الرياض، ويبلغ من العمر نحو 50 سنة، هجوما حادا على الخلايا المسلحة، وأكد «محاربتي شخصيا للفئة الضالة الهمجية». وقال «هؤلاء اسقطوا ابننا وحطموا حياته». وكان الوالد يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من منزله في الرياض مساء أمس بعد ساعات من انتهاء مراسم دفن بقايا جثمان ابنه.

بدوره أكد الشيخ حسن فضل الشهري، شيخ شمل آل زيدان، لـ«الشرق الأوسط» غضبه الشديد من سماع مثل هذا الخبر لما يؤثر على سمعة القبيلة. وقال «نحن نرفض مثل ما قام به عامر، وندعو الله ان يسلط غضبه عليهم وينزل بأسه بهم لما ارتكبوه من ذنب عظيم». وشدد القول «لا اذكر في قبيلتنا رجلاً واحداً يؤيد مثل تلك الأعمال التي تورط بها عامر». وعن عامر قال «اخر مرة رأيته فيها قبل عامين عندما كان يأتي مع والده في كل صيفية الى قريته في منطقة النماص، ولم نلاحظ عليه في حينها شيئاً يذكر، لكن ذلك لا يعفيه من سخطنا الكبير على ما ارتكبه من أفعال لا نقرها ولا نرضى لأبنائنا او ابناء المسلمين التورط فيها». واضاف «ما ارتكبوه تجاوز الأخطاء الى الخطايا وهذا مرفوض بالمطلق، ونثق في الله ثم في تمكن بلادنا من السيطرة عليهم واجتثاث شرورهم».

* نص بيان الداخلية :

* إيضاحا لما تداولته بعض وسائل الإعلام حول مصير المدعو عامر بن محسن بن مريف آل زيدان الشهري أحد المطلوبين الذين سبق الاعلان عنهم، فقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بأن الأجهزة الأمنية قد تمكنت بفضل الله من ضبط عناصر من المنتمين للفئة الضالة واكتساح أوكارهم ومن بينها المكان الذي سبق أن احتجز فيه المذكور من قبلهم بعد إصابته أثناء تبادل إطلاق النار الذي وقع في حي السويدي بتاريخ 12 / 9 / 1424هـ (أي شهر رمضان الماضي) ووفقا لافادة تلك العناصر فإن إصابات المذكور تمثلت بطلق ناري أحدث جرحا نافذا في الجانب الأيسر تحت القفص الصدري وخرج من البطن إضافة إلى إصابة أخرى في اليد اليمنى.

وقد سبب له ذلك نزيفا خارجيا وداخليا وتم نقله من قبلهم إلى غرفة جرى عزلها بألواح من الفلين حتى لا يسمع أحد أنينه وقد منع عنه الطعام والشراب ما عدا بعض السوائل وتمت معالجته بوسائل بدائية حيث كانت حالته تسوء يوما بعد آخر إلى أن ظهر تعفن الجرح ونقص وزنه بشكل حاد ثم دخل في مرحلة من الهذيان، وحين وصلت حالته لتلك المرحلة فقد اقترح بعضهم تسليمه لأهله إلا أن المتنفذين من بينهم رفضوا ذلك واستمرت به الحال كذلك إلى أن توفي في نهاية شهر شوال حيث حفر له قبر خارج منطقة الرياض على طريق الرياض ـ القصيم وتم دفنه من قبلهم باستخدام قطع من الخشب، كما تمت مساواة القبر بالأرض حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليه.

وبالنظر إلى ما يترتب على إثبات الوفاة من أحكام شرعية تطال أطرافا عديدة وما يستدعيه ذلك من ضرورة إثبات هوية صاحب الجثة، فقد تم تنفيذ التعليمات المنظمة بهذا الخصوص حيث جرى الشخوص إلى الموقع واستخراج الجثة وعرضها على مركز الطب الشرعي الذي أصدر تقريره بتاريخ 28 / 12 / 1424هـ (قبل خمسة ايام)، وجاء في مجمله غير متناقض مع ما سبقت الإفادة به (بالنظر إلى تحلل الجثة) مع الإشارة إلى وجود كسر متفتت في أحد الأضلاع ووجود جزءين لمقذوف ناري في الصدر وكسر متفتت بأسفل اليد اليمنى، وقد أثبت تحليل الحمض النووي أن صاحب الجثمان هو المدعو عامر بن محسن بن مريف آل زيدان الشهري، وحين تم استيفاء كافة الإجراءات فقد تم تسليمه لذويه. والله الهادي إلى سواء السبيل».

ووفق معلومات عائلته، فان عامر قد تغيب عن ذويه منذ اكثر من عام، حينما كانت الترتيبات تجرى لاتمام مراسم حفل زفافه، إلا إنهم اكتشفوا بعد فترة من تغيبه وانقطاعه الكامل عن الاتصال بهم رسالة بخط يده يبلغهم فيها بإلغائه فكرة الزواج، ودلهم (في الرسالة) على مكان خبأ به مبلغا من المال كان قد اقترضه لاتمام زواجه في ذلك الصيف. وولد عامر في كنف والده الذي يعمل موظفا في مستشفى عام في الرياض. وتلقى تعليمه في مدارس التعليم العام في العاصمة. ووفق إفادة ذويه فان وزنه في اخر مرة رأوه فيها كان يتجاوز السبعين كيلوغراماًً.