السجين صاحب الصورة الشهيرة في سجن أبي غريب.. مناضل الجميلي قتل بعد رفضه أمرا بخلع ملابسه والإفطار في رمضان

TT

ظهرت الى العلن تفاصيل جديدة عن مقتل مناضل الجميلي، احد معتقلي سجن ابي غريب في العراق وصاحب الصورة الشهيرة، التي ظهرت فيها «الاختصاصية» الاميركية سابرينا هارمن قرب جثته، وهي تبتسم رافعة ابهامها. وكانت قناة «ايه بي سي» الاميركية قد عرضت في 19 مايو (أيار) الماضي صورة القتيل ضمن جملة من صور الانتهاكات الاميركية المخزية للسجناء الاحياء، بل وحتى الموتى منهم، في السجن الشهير، والتي أدانها العالم كله. وقالت تقارير صحافية نشرت امس في لندن ان السجناء الذين رأوا الجميلي داخل السجن ثم اطلق سراحهم فيما بعد، اكدوا انه عومل معاملة قاسية جدا لأنه قاوم عمليات اجباره على الافطار كونه كان صائما في رمضان، كما رفض تلاوة مقتطفات من الصلوات المسيحية، واخيرا رفض خلع ثيابه.

وتعرفت عائلة الجميلي، وهو من سكان مدينة المحمودية الصغيرة التي تقع الى الجنوب من بغداد، عليه من طريقة استلقائه على الارض. ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أرملته الهام حمزة، انها تعرفت عليه في الصورة التي عرضها التلفزيون. وقالت انها صاحت بابنتها هاجر «هذا هو ابوك!» واضافت ان زوجها اقتيد في الساعة الثانية صبيحة يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يعثر الاميركيون على أي اسلحة داخل المنزل. واضافت انها بحثت عنه في كل مكان.

وقال جلال خليل، احد جيران الجميلي الذي اقتاده الاميركيون معه ثم اخلوا سبيله، ان الضرب بدأ حالما وضعوا في السيارات التي اخذتهم من بيوتهم. وقالت عائلة الجميلي انها اكتشفت جثته في مشرحة في بغداد بعد ان ارسلها الاميركيون اليها في فبراير (شباط) الماضي، ووضعت معها شهادة وفاة عسكرية سجلت حدوث الموت في الساعة 10.45 مساء يوم الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أي بعد يوم من اعتقاله. ولم توضع في خانة «سبب الموت» سوى كلمة واحدة «بالانتظار»! وقام ماجد، ابن الفقيد، بتقديم طلب الى حاكم عراقي بهدف اعادة تشريح جثة والده، وحصل على امر قضائي بذلك، الا ان مسؤولي المشرحة رفضوا تنفيذه. وقال ماجد للصحيفة « قالوا لي انهم تسلموا الجثة من الاميركيين ولهذا يجب الحصول على موافقة الاميركيين وعلى موافقة الصليب الاحمر». ولأن اعمال دائرة الصليب الاحمر كانت متوقفة فان الابن لم يتمكن من اتمام معاملته.

وقالت «التايمز» ان أي معلومات لم تعلن حتى الآن عن حادثة موت الجميلي، الا ان تسريبات من جلسات التحقيقات الجارية في وزارة الدفاع الاميركية كشفت انه قتل اثناء تحقيقات اجراها معه عناصر من وكالة المخابرات المركزية بعد عمليات ضرب مبرح داخل حمامات السجن.

وكانت افادات المسؤولين العسكريين في السجن قد اكدت ان الجميلي، الذي جلبته فرقة السيلز العالية التدريب التابعة للبحرية الاميركية، قد وصل الى ابي غريب بصحة جيدة.