حينما بدأ الفنان الكويتي داوود حسين مشواره الفني، في مطلع السبعينات، وهو يعتمد على تقليد بعض الجاليات، بالذات الهنود والإيرانيين، لكن لم يكن يتوقع ان تقوده تلك المغامرة الشبابية إلى هذه المكانة المرموقة والشهرة الواسعة التي بلغها، والتي تجاوزت حدود الأندية الصيفية ومسرح السور الذي قدمه للمرة الأولى، وأيضا حدود الكويت إلى الفضاء العربي الأوسع، وآخر أعماله التي يتابعها الجمهور العربي المسلسل الاستعراضي «قرقيعان 2»، الذي كان قد قدم جزءه الأول منذ عامين بالتعاون مع تلفزيون الكويت، كما قدم عددا آخر من الأعمال الكوميدية الساخرة ومنها داوديات وداوود شو وإرهابيات. هذا الأخير أثار غضب السلطات الإسرائيلية، لأنه يتعرض بالنقد الساخر لممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق شارون.
تعود بدايات داوود إلى مطلع السبعينات في الكويت ومن خلال مساهماته في المسرح المدرسي ومسرح الأندية الصيفية، حيث ضمه المخرج خليفة عمر خليفة مسرح إلى فريقه، ومن هناك التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليدرس المسرح وفنونه على يد اساتذه كبار من بينهم الراحل كرم مطاوع وسعد أردش وأحمد عبد الحليم والتونسي المنصف السويسي، الذي رشحه ليقف أمام الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا في مسرحية باي باي لندن» التي أخرجها السويسي وكتبها نبيل بدران، وسرعان ما سطع اسم داوود وهو يقف إمام عدد من النجوم الكبار أمثال عبد الحسين عبد الرضا وغانم الصالح وعلي المفيدي والراحلة مريم الغضبان وانتصار الشراح التي كانت يومها زميلته في نفس الدفعة في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
من هناك كانت نقطة الانطلاق الأساسية وبات الفنان عبد الحسين عبد الرضا شديد الحرص على ان يكون داوود إلى جواره، وعميلا معا في عدة أعمال ومنها «فرسان سوق المناخ» وآخرها «مراهق في الخمسين»، يقول الفنان عبد الحسين عبد الرضا واصفا داوود حسين بقوله: «فنان مبدع، ملتزم، يستوعب الشخصية التي بين يديه ويعمل على تطويرها وخلق جو بينها وبين الشخصيات التي تحيط بها».
ورغم إن المسرح اخذ جزءا كبيرا من وقت داوود، إلا انه ظل يمنح التلفزيون جزءا من وقته المزدحم، فكان تعاونه في عدد من الأعمال ومنها «رقيه وسبيكة» و«خالتي قماشة» إلى جوار عدد من النجوم والنجمات ومنهم سعاد عبد الله وحياة الفهد.
وبما يتمتع به من مقدره رفيعة على الارتجال، والتقليد راح يطول تلك الجوانب، فكان ان قدم مجموعة من الأعمال التلفزيونية التي تعتمد على تلك الجوانب، وظل يقدم برامج المنوعات التلفزيونية بالتعاون مع تلفزيون الكويت تارة، ومركز تلفزيون الشرق الأوسط (mbc) تارة ثانية، وتلفزيون أبوظبي تارة ثالثة، وهكذا ازدادت رقعة انتشاره وحضوره وتطورت مفرداته الفنية وادواته، حتى بات اليوم السوبر مقلد والذي يمتلك مقدرة لا تجارى في تقليد أي شخصية بمجرد مشاهدتها ولو للحظات.
عن التقليد قال الفنان داوود حسين في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: التقليد جانب (صغير) في مشواري الفني، ولكنه منحني شهرة إضافية، على المستوى العربي لأنه يأتي من خلال الفضائيات، وفي «قرقيعان 2» قمت بتقليد عدة شخصيات عامة وشعبية، مؤكدا بأنني حينما اذهب إلى التقليد، فإنني احرص اشد الحرص على تجاوز السخرية أو تضخيم الأحداث أو الإساءة اليها، وأنا لا اقلد إلا الشخصيات التي أقرأها بشكل صحيح، وأجعلها تدخل الى داخلي، ثم أبدا بعملية تقليدها.
ويستطرد: وحينما أقول ان التقليد يمثل جانبا صغيرا في مشواري، فإن عشقي للمسرح لا تحده حدوده واعتز بمشاركتي في العديد من المهرجانات المسرحية العربية في دمشق وبغداد والقاهرة وقرطاج.. ومجموعة الجوائز التي حصدتها كانت دائما من خلال المسرح، وبالذات في مسرحيات «رحلة حنظلة» مع الفنان الكبير فؤاد الشطي وغيرها من عروض فرقة المسرح العربي الكويتية.
وعن جديدة داوود فيقول: أنا بحاجه إلى قسط من الراحة، بعد شهر رمضان المبارك والعمل المتواصل في تصوير ومونتاج قرقيعان لا بد من قسط من الراحة مع أسرتي، وسأطير الى بيروت لقضاء إجازة العيد معهم. وكان من المقرر ان يشارك داوود في بطولة مسرحية «كويتي في الفلوجة» مع الفنان محمد الرشود إلا انه فضل ان يقضي اجازة مع أسرته، بعد عام حافل بالنشاط والعمل المتواصل.