وفاء الكيلاني: أنحني أمام وديع الصافي وأعشق جورج قرداحي وأحلم بلقاء فيروز

المذيعة التلفزيونية: لو تخليت عن حقيقتي سأفشل في عملي

TT

وفاء الكيلاني مذيعة تلفزيونية مصرية الجنسية استقرت في لبنان منذ اكثر من سنة اثر عملها كواحدة من اسرة تلفزيون «روتانا» لبنان. وهي تقدم حالياً برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «غنيلي» تستقبل فيه الضيوف من نجوم الفن في العالم العربي فتلقي الضوء على اعمالهم كما تتطرق الى الوجه الآخر لهم بطريقة عفوية بعيداً عن التصنع الذي تنفر منه.

تقول وفاء: «لا احب التصنع بكل اشكاله وعندما اشعر ان ضيفي يمثل او يصطنع المواقف انزعج واحاول اراحته حتى يبدو اكثر انسجاماً مع نفسه».

ووفاء التي سبق وعملت في تلفزيون الـ ART في ايطاليا، تؤكد «انها ومنذ بدايتها حتى اليوم، كانت الحقيقة محور برامجها» وتضيف : «ابحث دائماً عنها ان في الحوار او التعاطي مع الآخرين وحتى مع نفسي فأنا لا احتمل الزيف والتملق والتحدث بغير ما اشعر به» وتتابع: «المشاهد مل البرامج الفنية الفضائية او تلك المبنية على المجاملات ولذلك احاول في حواراتي الفنية الابتعاد عن المواضيع المستهلكة لاقدم الجديد للناس». وترى وفاء ان الساحة التلفزيونية تزدحم بأسماء كبيرة في عالم التقديم الامر الذي جعلها تتحدى نفسها «بالتأكيد لم ينتابني الخوف فعندما وصلت الى الساحة اللبنانية آتية من ايطاليا عرفت ان الامر ليس سهلاً، بل يستحق الهجوم وخوض تجربة مميزة، رحت اتفرج... اراقب... اتابع. تأكدت ان الخطوة التي سأقدم عليها مع قناة روتانا هي بمثابة محطة مميزة في مشواري المهني». وتوضح وفاء ان الغربة لم تخفف من وطأة حماسها لا بل على العكس اشعلت في نفسها روح المنافسة الحلوة، خصوصاً وان هناك الكثيرين من زملائها في هذا المجال، وهم يتمتعون بشهرة واسعة. وتوضح وفاء التي تعتبر كلا من جومانا بو عيدو ونادين فلاح صديقتيها في ان فن الحوار البسيط المعروفة به هو العصارة الطبيعية لحياة عاشتها في بلدها الام مصر ومن ثم في ايطاليا والآن في لبنان. وتضيف: «اعتقد ان الانسان يولد وهو يتمتع بعدة خصال. قد تكون هذه واحدة من الخصال التي تعلمتها من بيئتي». وتؤكد وفاء انها لا تحب التكلف ولذلك تترك نفسها على طبيعتها اثناء حواراتها مع ضيوفها.

ووفاء التي استضافت اكثر من فنان لبناني وعربي تنحني امام المطرب اللبناني وديع الصافي الذي بهرها، فكانت على وشك البكاء وهي تحدثه عن اهم محطات حياته «لقد كانت فرصة حياتي ان اقف امام عملاق، قال عنه يوماً الراحل محمد عبد الوهاب «لقد عجزت عن فهم سر صوته» وتضيف: «لقد اكتشفت فيه الاب الحنون.. الفنان المرهف النجم العظيم ومع ذلك أسفت لانه، كما اعتقد، لم يأخذ حقه كاملاً حتى من بلده لبنان فلم يقدر كما يجب على عطاءاته». وتحلم وفاء بلقاء السيدة فيروز وتقول: «طبعاً اشعر ان ذلك سيكون من عالم الخيال... فالالتقاء بعمالقة الفن حلم يراودني دائماً وابداً». وتصنف وفاء فناني اليوم عدة اصناف وتقول: «هناك الفنان المرتبك والآخر المتصنع الذي يضع نفسه في قالب اكبر من حجمه الطبيعي وكذلك هناك الفنان البسيط... المتواضع الذي يتفاعل مع الجمهور بصورة مباشرة لأن هذا الاخير (الجمهور) باستطاعته الكشف عن شخصية كل فنان، الى اي خانة انتمي، لانه ليس غبياً ولأن الشاشة كالمرآة تماماً».

وترى وفاء ان الانسان يجب ان لا يرمي انطباعاته عن الآخر جزافاً وتتذكر: «منذ حوالي السنتين حصل معي امر جعلني اراجع نفسي دائماً قبل ابداء رأي تجاه اي شخص. وذلك عندما التقيت المطربة اللبنانية أمل حجازي، قبل اللقاء، كنت اجدها متعجرفة... غير لطيفة، واذا بي اجد نفسي امام فنانة تذوب حلاوة فقلبت مقاييس الصورة في داخلي».

ولا تتوانى وفاء عن انتقاد نفسها باستمرار قائلة: «عندما اشاهد نفسي، اقفل جهاز التلفزيون وافتحه اكثر من مرة، لا اتحمل اخطائي، خصوصاً وانني اجدها كثيرة!!». ولا تحدد هذه العيوب لانها حسب رأيها تشمل شكلها الخارجي، كلامها وطريقة اجابتها على الضيف. «لا شك ان نقاط ضعفي كثيرة والمهم ان اعرفها دائماً». تحضر وفاء لحلقاتها بنفسها فلا فريق اعداد يساعدها ولا حتى سكرتيرة تقوم لها بالاتصالات «كنت اتمنى ان احظى بهذه الرفاهية لان الامر يتطلب مني عملاً مرهقاً خصوصاً وانني ادقق في كل شيء واتابع مقابلات ضيفي التي سبق واجراها مع وسائل اعلامية اخرى، ابحث عن شخصيته، اقرأ عنه فأكوّن خلفية غنية عنه تساعدني في طرح الاسئلة عليه».

واللافت ان وفاء تثابر على مشاهدة برامج مشابهة لبرامجها فتحاول من خلالها، كما تقول، ان تتعلم وتتعرف بشكل افضل على اساليب الحوار المغايرة لاسلوبها وكذلك الى شخصية بعض المقدمين والفنانين معاً.. ولا تنحصر متابعتها هذه بالفنية فقط فهي من المعجبين ببرامج التوك ـ شو واخرى مثل «افتح قلبك» لجورج قرداحي الذي تقول عنه: «انا اعشق هذا الشخص واجد لديه حضوراً قوياً واسلوباً راقياً في التعامل مع الآخرين». ومن البرامج التي تشاهدها ايضاً «الحدث» لشذا عمر على شاشة «ال. بي. سي» وتصف شعورها نحوها: «بموت فيها واحب شخصيتها. ولانها خريجة كلية السياسة والاقتصاد فهي تبدي اهتماماً ملحوظاً بالبرامج السياسية». وتقول: «ان الصدفة هي التي جاءت بها الى عالم الفن الا انها تطمح للعمل في برامج اجتماعية او حتى سياسية» مضيفة: «احب التدرج في العمل وكفاية فن بقا» وتصف وفاء خطواتها المستقبلية بقولها: «لا ابحث في عملي عن سبق صحفي او فضيحة لضيفي تلحق بي الشهرة بل اتوق دائماً لاظهار الضيف على طبيعته بدون ماكياج».

وتجد وفاء ان في الاجتهاد قوة وهي الصفة التي يجب ان يتبعها كل واحد في مهنته.

ورغم وجودها الدائم تحت الاضواء الا انها لا تلبي دائماً الدعوات الاجتماعية التي تأتيها وتقول: «ليس لانني لست بيتوتية ابداً، بل لاني احب الرفقة الحلوة فاذا ترافقت وافقت ولبيت الدعوة».

وترفض وفاء ان تخضع الى معايير اعلامية قد تضطرها الى التخلي عن طبيعتها وتقول: «لقد هاجمتني بعض الاقلام عندما تصرفت بحرية في برنامجي فحاولت التغيير الا انني ما لبثت ان تملصت من هذا القيد وعدت الى طبيعتي لاني عرفت اني سأفشل فيما لو تخليت عن حقيقتي!».