«صفراء» حديثي الولادة لا تسبب قلقا للأطباء

أنواعها الشائعة والمرضية وطرق معالجتها

TT

عند خروج الأم من المستشفى بعد الولادة مع طفلها، يحدد كثير من المستشفيات موعداً للمراجعة بعد بضعة أيام للكشف على الطفل، حيث إن هذا هو الوقت لظهور صفراء حديثي الولادة، الأمر الذي يجب على كل أم مراقبته في المنزل بدون خوف أو انزعاج حال ظهوره، والذي يحدث عادة خلال اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة. هنالك نوعان من الصفراء: صفراء فسيولوجية physiological jaundice وصفراء مرضية pathological jaundice وتظهر الصفراء الفسيولوجية عادة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهي شائعة جدا بين الأطفال حديثي الولادة الذكور والإناث على السواء، حيث يحتوي دم الطفل على نسبة عالية من مادة البليروبين الناتجة عن تكسير خلايا الدم الحمراء، ومن ثم يقوم الكبد بالتعامل مع هذه المادة ويتم التخلص منها خارج الجسم عن طريق البراز والبول، وبسبب عدم نضج كبد الطفل الحديث الولادة، وبالتالي لا يستطيع التعامل مع مادة البليروبين بصورة سريعة، ومن ثم تعلو نسبة البليروبين في الدم فيبدأ لون الجلد بالتغير إلى اللون الأصفر بداية بالرأس نزولا إلى أصابع القدمين. ولهذا السبب صفراء الولادة شائعة بين الأطفال، وبما أن كبد الأطفال المبسترين يكون أقل نضجا، فهم أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بهذه الحالة (وأقول حالة وليس مرضا)، ولذا يجب متابعتهم بدقة. ولا يحتاج علاج هذه الحالة إلا في حال ارتفاع نسبة البليروبين بين 16ـ18ملليجراما ديسيلتر عند الطفل، أو بين 14ـ16 في حال الطفل المبستر. الصفراء المرضية: وهي نادرة الحدوث وتشخص عند ارتفاع نسبة البليروبين إلى ما فوق 25 ملليجراما ديسيلتر مما يشكل خطورة على الطفل، حيث إن هذه النسبة العالية قد تدمر خلايا المخ الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث شلل دماغي أو يعرقل النمو الطبيعي للطفل، وغيره من الأمراض.

ورغم أن صفراء حديثي الولادة لا تسبب قلقا للأطباء عادة لندرة حدوث الصفراء المرضية إلا أنهم يرون من الضروري متابعة الحالة وعلاجها بشكل فعال لتجنب ارتفاع نسبة البلروبين في الدم.

أما أعراض الصفراء فتتمثل في اصفرار لون الجلد الذي يعد أوضح علامات الحالة والذي كما أسلفت يبدأ من الرأس نزولا إلى القدمين ويظهر الاصفرار بصورة أكبر وأوضح في بياض العينين وتحت الأظافر.

ومن الأعراض الأخرى الملاحظة على الطفل، عدم الرغبة في الرضاعة، وقلة نشاط الطفل. وعند ملاحظة هذه الأعراض يجب إجراء تحليل للدم لمعرفة نسبة البلروبين وهو الأسرع والأدق، لإقرار العلاج المناسب. ورغم أن صفراء الحديثي الولادة الخفيفة عادة ما تختفي تلقائيا خلال أسبوع إلى أسبوعين إلا أن تعريض الطفل لأشعة الشمس في المنزل يؤدي إلى زوالها بصورة أسرع مع توخي الحذر، حيث إن جلد الطفل يمكن أن يصاب بسهولة بحروق الشمس. وفي هذه الحالة تعرض ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس غير القوية في الصباح الباكر لمدة 10 دقائق مرة واحدة أو لمدة خمس دقائق مرتين في اليوم وهو الأفضل، مع مراعاة تغطية رأس الطفل للحماية من الشمس.

في حال عدم زوال أو انخفاض نسبة البلروبين في الدم غالبا ما يحتاج الطفل إلى علاج ضوئي باستخدام لمبات فلوريسنت تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات وتردد معين (متوفرة في حضانات المستشفيات) ومختلف عن الفلوريسنت المتوفر لإضاءة المنازل، مع مراعاة تغطية عيني الطفل لتجنب ضرر هذه الإضاءة المباشر على العين.

زيادة كمية السوائل المعطاة للطفل عن طريق زيادة عدد الرضعات للطفل أو إضافة رضعات صناعية.

وإذا استمرت رغم ذلك لمدة أطول، يجب تشخيص السبب والوقوف على الأسباب وعلاجها والذي يكون في أغلب الأحوال سريعا وفعالا.

وهنالك نوع نادر من صفراء حديثي الولادة يسمي (صفراء الرضاعة الطبيعية) والذي يتسبب في حدوثها هو لبن الأم، وتشخص هذه الحالة بإيقاف لبن الأم لمدة أربع وعشرين ساعة واستخدام اللبن الصناعي بدلا منه، فإذا انخفضت الصفراء، فان الطفل يعاني من هذا النوع من الصفراء ويكون العلاج بإيقاف الرضاعة الطبيعية واستبدالها بالرضاعة الصناعية إلى حين اختفاء الصفراء تماما.