ظروف غامضة تحيط بغرق العبارة «السلام 98» أكبر كارثة بحرية تشهدها مصر

أنباء عن إنقاذ 100 راكب من 1415.. ومركز لوزارة الدفاع البريطانية تلقى رسالة الاستغاثة

TT

في أكبر كارثة بحرية تشهدها مصر وفي ظروف غامضة غرقت فجر أمس العبارة «السلام 98» وهي في طريقها من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري وعلى متنها 1415 شخصا من بينهم 104 من طاقم السفينة، فيما أشار مسؤولون مصريون إلى انتشال نحو مائة ناج من ركاب السفينة إضافة إلى 16 جثة كانت طافية على المياه. وصرح مصدر بميناء سفاجا أن العبارة كان على متنها 1158 مصريا و99 سعوديا و6 سوريين واربعة فلسطينيين وإماراتي وعماني ويمني وسوداني وكندي.

ووفقا لمصادر ميناء سفاجا فقد تلقى الميناء اتصالا من طاقم السفينة في السابعة والنصف من مساء أول من أمس بتوقيت القاهرة عن موعد تحرك العبارة، التي خرجت من ضبا بعد نصف ساعة، مشيرا إلى أن المسؤولين بميناء سفاجا حاولوا الاتصال بالسفينة بعد إبحارها مباشرة إلا أنها لم تستجب، وحاولوا الاتصال بها أكثر من مرة من دون أية استجابة.

وأوضح المصدر أن العبارة سانت كاترين وهي في طريقها من سفاجا إلى ضبا تلقت استغاثة من ربان السفينة «السلام 98» بتعرضها للغرق. وفي لندن افادت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان قاعدة عسكرية بريطانية تلقت ليل الخميس الجمعة اشارة استغاثة من العبارة، وقالت متحدثة باسم الوزارة ان «مركز تنسيق الاغاثة في سلاح الجو الملكي في كينلوس (اسكتلندا) تلقى اشارة استغاثة من السفينة في البحر الاحمر في الساعة 58. 23 بتوقيت غرينتش»، واضافت ان «الانذار ارسل على الفور الى الفرنسيين لنقله الى السلطات المصرية» بدون ان يكون في وسعها ان توضح ما اذا كانت هذه اول اشارة يتم تلقيها.

وغالبا ما يتلقى مركز الاغاثة التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في شمال اسكتلندا اشارات استغاثة بعيدة يرسلها الى البلدان المعنية.

وقال رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء محفوظ مرزوق إنه كان مقررا أن تصل العبارة إلى سفاجا في الثالثة من فجر أمس بالتوقيت المحلي، مشيرا إلى أنه تلقى إخطارا في الرابعة صباحا بعدم وصولها وانقطاع أخبارها، وأضاف أن طائرات هليكوبتر وأربع وحدات بحرية تابعة للقوات المسلحة المصرية بدأت في السابعة من صباح أمس مسح المنطقة حيث أخطرت الطائرات في التاسعة صباحا بمشاهدة بعض الناجين في قارب، وتم إسقاط قوارب مطاطية في المنطقة التي توجهت إليها القطع البحرية المشاركة في عمليات البحث على بعد 57 ميلا من مدينة الغردقة.

وأعلنت السلطات المصرية ظهر أمس أنه تم انتشال 16 جثة و13 ناجيا ونقلهم إلى مستشفى سفاجا، فيما قالت المصادر إنه تم انتشال نحو مائة ناج، مشيرة إلى صعوبة تحديد أعداد الناجين والمفقودين بدقة حيث لاتزال عمليات الإنقاذ مستمرة كما أن عدد الضحايا في ازدياد.

وأعلن اللواء بكر الرشيدي محافظ البحر الأحمر حالة طوارئ، مشيرا إلى أن العبارة كانت تحمل على متنها 16 شاحنة وعلى متنها 5 سيارات نقل و22 سيارة وتبلغ حمولتها 6650 طنا و1400 راكب.

وأكد العميد عمرو عارف رئيس غرفة العمليات ان القوات البحرية وهيئة موانئ البحر الأحمر ووحدات البحث والإنقاذ المعنية بموضوع غرق العبارة «السلام 98» تتابع الموقف من خلال رحلات جوية وعن طريق الوحدات البحرية التابعة للقوات البحرية المشاركة في عمليات الإنقاذ والمتابعة.

وأضاف أن كل هذه الإجراءات تتم من خلال منظومة بمشاركة هيئة موانئ البحر الأحمر وقطاع النقل البحري.

وأوضح عارف أن إجراءات المتابعة تتم مشتركة مع هيئة موانئ البحر الأحمر ومحافظة البحر الأحمر، مؤكدا أن المتابعة مستمرة إلى أن تنتهي ملابسات هذا الحادث.

وأشار إلى أن هناك نظاما جديدا لمتابعة العبارات مازال تحت التجارب وتم الانتهاء منه فقط في منطقة خليج السويس، وقال «عبارات السلام بالكامل تتم متابعتها خلال رحلات الحج في منطقة خليج السويس فقط، لأننا سنبدأ في تركيب النظام كله خلال النصف الأول من هذا العام» وذكر أن العبارة لم تكن تحمل أية حجيج، مشيرا إلى أن هذه الرحلة رحلة عادية تقوم بها العبارة على مدار العام. وكانت البحرية البريطانية قد طلبت من السفينة الحربية «أتش أم أس بولورك» تغيير مسارها والتوجه الى مكان الحادث شمال البحر الاحمر، ولكنها عادت في وقت لاحق وامرت السفينة بالغاء مهمتها بدون توضيح اسباب.

وتعقد اليوم لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان المصري اجتماعا عاجلا لبحث الحادث، وقال رئيس اللجنة حمدي الطحان إن اللجنة ستظل في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف.

ونفت وزارة السياحة المصرية أنباء كانت قد ترددت صباح أمس عن أن الضحايا هم من الحجاج العائدين بعد أداء المشاعر، مشيرة إلى أن الحجاج انتهت عودتهم يوم 25 يناير الماضي، مؤكدة أن معظم ركاب العبارة هم من المصريين العاملين في السعودية واسرهم، موضحة أن رحلات الحج البحري تجرى من ميناء ينبع في حين أن ميناء ضبا مخصص لمغادرة المسافرين من السعودية إلى مصر.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن اللواء محفوظ مرزوق رئيس هيئة موانئ البحر الاحمر قوله ان العبارة غرقت على مسافة 57 ميلا (92 كيلومترا) من الغردقة اثناء رحلتها من ميناء ضبا السعودي الى ميناء سفاجا المصري.

ونقلت احدى وحدات لويدز للتأمين عن وزارة الدفاع المصرية قولها انه من المعتقد ان السفينة غرقت عند خط عرض 27.08 درجة شمالا وخط طول 34.57 درجة شرقا اي نحو منتصف المسافة بين الميناءين.

وقال عادل شكري المدير الاداري بشركة السلام ان اخر اتصال بالسفينة تم الساعة العاشرة مساء الخميس (20.00 بتوقيت غرينتش) وان المراكز البحرية على الساحل لم تتلق اشارات استغاثة من العبارة.

ويظهر على موقع الشركة ان حمولة العبارة من الركاب نحو 1400 راكب. وكانت عبارة اخرى لنفس الشركة وهي «السلام 95» قد غرقت في البحر الاحمر في اكتوبر (تشرين الاول) بعد اصطدامها بسفينة تجارية قبرصية. وتم انقاذ جميع الركاب في ذلك الحادث. وحصلت السلام 98 على شهادة سلامة من منظمة ايطالية في اكتوبر 2005.