إنجاب الذكور يحدد مصير عش الزوجية في السعودية

د. مكي: الرجل مسؤول عن تحديد نوع المولود

TT

تعيش بعض السعوديات حالة من القلق والترقب عند كل حالة حمل، خوفا من ورقة الطلاق أو زواج زوجها بأخرى، الهاجس الذي يلوح في الأفق عند قدوم مولودة أنثى إلى منزله.

لولا الجمال تقول «تمخض عن زواجها انجاب خمس بنات كلهن منحهن الله الجمال والذكاء، لدرجة ان إحدى صديقاتي قالت لو اضمن جمال بناتك لتمنيت أن يرزقني الله من البنات عشرا، هذا الكلام أسعدني بيد أن زوجي طلقني لإنجابي البنات وتزوج من أخرى أنجبت له طفلة متخلفة عقليا، وبعدها عاد زوجي لأعود إليه، إلا أني أمتنعت عن ذلك، وبعد وساطات من الوالدين والأهل قبلت الرجوع إليه، لا لشيء ولكن لضمان تنشيءة مستقيمة وسليمة لبناتي، خاصة بعد أن ندم على تدخله في كل ما يخص إرادة الله الذي يهب الذكور والإناث لمن يشاء ويجعل من يشاء من عباده عقيماً».

أما فاطمة سليماني فتروي بغضب قصة زواجها من رجل غضب منذ أن وضعت طفلتهما الأولى، وتضيف فاطمة «أخبرني بعد الولادة بأسبوعين أنه قررالزواج من أخرى إذا ما رزقنا ببنت، وكان قراره ذلك قبل الزواج، ولو عرفت بقراره هذا لما تزوجته منذ البداية، وأستمرت علاقتنا على هذا الشكل، فكل مرة احمل فيها أرى ورقة الطلاق تلوح في الأفق، وبعد أن رزقنا بابنتنا الثأمنة قرر طلاقي، لأعيش حياتي دون أن احلم بورقة الطلاق التي دائماً ما كان يهددني بها، وتفرغت أنا لتربية بناتي اللاتي يعملن معلمات في مراحل دراسية مختلفة، فيما لم يتوفق زوجي حتى في تعليم أبنائه من الزوجة الأخرى».

فاطمة عادت للحديث بحسرة بقولها «على الرغم من طلاقنا منذ وقت طويل، إلا أنه عاد لتقاضي مرتبا شهريا من بناتي يقوم بجمعه من مجموع مرتبات بناتي ويوضع في حسابه البنكي، وهن يخضعن لذلك من باب إرضاء الوالدين والخوف من دعوة الأب عليهن فيما لم يقمن بإعطائه ما يطلبه».

ويبدو أن الحالة الوحيدة المخالفة لهذه القاعدة حصلت لجواهر متعب التي قالت «تزوجت منذ ما يقارب من 25 عاماً، وفي كل مرة احمل فيها كان زوجي يتذرع إلى ربه بأن يكون المولود هذه المرة ذكراً، إلا أن إرادة الله حالت دون ذلك، حتى وصل عدد بناتي إلى 8 بنات، وفي الحقيقة كنت ألاحظ في تعابير زوجي الحزن لأنه لم يرزق بولد يساعده في عمله اليومي».

وتضيف جواهر «بعد أن رزقنا بابنتنا الخامسة، كانت الفرحة المغطاة بشيء من الأسى تطغى على ملامح زوجي الذي جاء لزيارتي في المستشفى، واقترحت عليه حينها بأن يتزوج من امرأة أخرى لعله يرزق بولد منها، إلا أنه فاجأني عندما طلب مني عدم الخوض في هذا الحديث، واخبرني بأن هذه إرادة الله».

الدكتور أسامة مكي استشاري النساء والولادة من مستشفى المستقبل أوضح بأن موضوع تحديد نوع المولود ذكرا كان أم أنثى، يعتمد كليا على الرجل دون المرأة في ذلك، والسبب في ذلك أن الرجل هو الذي يقوم بإفراز الحيوانات المنوية التي تحمل المورثات الجينية (الكروموسومات) التي تحدد نوع المولود سواء كان ذكراً أما أنثى.

الدكتور مكي شرح الطريقة التي يتم بها تحديد المولود بقوله «تركيبة الأنثى تحمل كروموسوم مزدوجاxx فيما يحمل الذكر كروموسوم xy، وعند تكوين الخلايا التناسلية نجد أن الأنثى تحمل كروموسومات x فقط في تكوين البويضة، فيما الحيوانات المنوية تحمل إما كروموسوم x أو كروموسوم xy، حيث تحدد كروموسومات الأمx مع كروموسومات الأب x أو y، لتكون بذلك إما xx وتكون بذلك أنثى أو xy ويكون المولود بذلك ذكراً، وأضاف الدكتور مكي من هذا يتضح أن الرجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين وليس المرأة، وفي الحقيقة هناك تكهنات كثيرة حول تحديد نوع الجنين «المولود» باختيار أوضاع معينة عند الجماع أو أكل أغذية معينة تساعد على إنجاب المواليد ذكوراً أو إناثاً، أو بأن تتم عملية الجماع في فترة محددة من الدورة الشهرية، إلا ان هذه الأقاويل تظل تكهنات فقط وليس لها أساس علمي، حيث إن نسبة نجاحها في تحديد المولود ما إذا كان ذكراً أو أنثى تكون 50 في المائة فقط.