خريطة القبائل في دارفور

الانتماء إلى القبيلة يحدد الانتماء إلى الحزب أو الحركة المسلحة

TT

في وقت لا تزال فيه حركتان مسلحتان في دارفور ترفضان توقيع اتفاقية السلام التي وقعتها الحكومة مع اكبر فصيل، وهو حركة تحرير السودان بزعامة مني اركو مناوي، لا تزال عدة جهات تعتبر ان الخلافات في اقليم دارفور هي خلافات قبلية اكثر منها سياسية او امنية. فبينما ينتمي مناوي الى قبيلة الزغاوة الاقل عددا (الاكبر عسكريا)، فان عبد الواحد محمد نور زعيم الجناح الآخر في حركة تحرير السودان ينتمي الى قبيلة الفور الاكثر عددا، والتي يسمى باسمها الاقليم، (اقل عسكريا) بينما تتوزع القبائل الاخرى بين الحركتين. أما القبائل العربية فمعظمها تقف مع الحكومة في الصراع. وتوجد في دارفور اكثر من 100 قبيلة، وفيما يلي خريطة باكبر القبائل من حيث العدد.

> قبيلة الرزيقات اكبر قبائل دارفور، وهي ثانى اكبر قبيلة سودانية بعد قبيلة الدينكا في جنوب السودان، وتنتشر قبيلة الرزيقات (عربية) في وسط دارفور وجنوبها ومركزها مدينة الضعين في جنوب دارفور. وتحسب من القبائل الرعوية المعروفة فى السودان بقبائل «البقارة» التي تربي الابقار والضأن، كما توجد بطون من القبيلة تمتهن الزراعة خاصة حول الضعين.

> قبيلة الفور هي قبيلة افريقية فى المرتبة الثانية بعد الرزيقات من حيث العدد، وهي القبيلة التي سمي بها الاقليم نظرا لوجودها المنتشر في شتى بقاع الاقليم، كما ان ممالك الفور هي من اقدم الممالك في الاقليم، الى جانب ممالك البرنو والداجو. وتتركز قبيلة الفور، وهي تمتهن الزراعة بنسبة 90% حول جبل مرة وسط الاقليم وحول المدن الكبيرة مثل نيالا في جنوب دارفور والفاشر وكتم في شمال دارفور، وواي صالح وبندس وغيرها. ويؤكد المؤرخون فى السودان ان قبيلة الفور هي القبيلة الوحيدة في دارفور التي تنتشر في الاقليم من اقصاه الى اقصاه. > قبيلة «المساليت» هي افريقية في المرتبة الثالثة من حيث النسبة السكانية في دارفور، وهي موزعة في اتجاهين في دارفور: في الشمال ومعقلهم مدينة الجنينة وهبيلة وحولها من مدن صغيرة وقرى، ويطلق عليهم «المساليت»، وهناك قسم يتركز في جنوب دارفور حول مدينتي «قريضة وجوغانه» والقرى من حولها، ويفضلون ان يطلق عليهم «المسلات»، وأعلى سلطة فيهم «ملك» بيمنا اهل الجنينة يتزعمهم «السلطان».

> قبيلة الزغاوة هي افريقية موزعة في كثير من انحاء الاقليم مع التركيز على شمال دارفور ومعقلها مدينة «الطينة» ويتمركزون حول مدن كرتوي وامبرو ولهم وجود كبير في دولة تشاد.

ثم تأتي القبائل الاخرى الرئيسية من حيث العدد مثل «بني هلبة» (عربية)، والبرتي (موزعة بين عربية وافريقية)، والهبانية (عربية)، والتعائشة (عربية).

كانت قبائل دارفور موزعة بشكل عشوائي على الأحزاب السودانية التقليدية المعروفة، ومن العصي ان تجد قبيلة غالبة في وجودها في حزب معين، ولكن عندما ظهرت عام 2002 الحركات المسلحة في دارفور لوحظ وجود غلبة لقبائل معينة داخل الحركات، فمثلا حركة تحرير السودان بدأت تتشكل من قبائل الزغاوة والفور والمساليت، وظل الامر كذلك الى ان حدث الانشقاق داخل الحركة عام 2005 لتتجه قبيلة الفور صوب زعيم الحركة وابن القبيلة عبد الواحد محمد نور، وتتجه قبيلة الزغاوة صوب منى اركو مناوي الذي ينتمي الى الزغاوة، غير انه في الحركتين تجد عددا مقدرا من ابناء المساليت والقبائل غير العربية الاخرى، والعربية بعدد أقل.

وعلى ذات النسق، نجد ان معظم المناصرين لحركة العدل والمساواة من القبائل غير العربية «الزغاوة والفور والبرتي والتنجر والداجو والبرنو وغيرها»، وعدد اقل من ابناء القبائل العربية، ولكن المراقبين يلاحظون ان الانتماء للاسلاميين هو السمة الغالبة فى العدل والمساواة اكثر من القبلي، خاصة الانتماء الى حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه الدكتور حسن عبد الله الترابى.