انقلاب بومدين على بن بلة.. في ملعب كرة

TT

الترابط بين «السياسي» و«الكروي» له طعم خاص في الجزائر، حيث أن الرئيس الراحل هواري بومدين، استغل مناسبة نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم في 19 من يونيو (حزيران) 1965 للانقلاب عسكريا على الرئيس الاسبق أحمد بن بلة، الذي اُعتقل وهو يتابع المباراة النهائية في ملعب بمدينة وهران بغرب الجزائر.

المدينة نفسها شهدت فصلا آخر من فصول لقاء السياسة بكرة القدم ففي شهر أكتوبر (تشرين الاول) من عام 2003 وعلى خلفية الانتخابات الرئاسية لعام 2004، وبداية احتدام التنافس آنذاك بين الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة ورئيس حكومته السابق علي بن فليس، اضطر الحكم لإلغاء مباراة كانت ستجمع بين النادي المحلي «مولودية وهران» و«نصر حسين نادي»، بعد ان دخل المولودية بتشكيلتين على إثر انقسام إدارة النادي الى جناحين، جناح اعلن مساندته لبوتفليقة، والآخر لبن فليس. اما أثناء أحداث منطقة القبائل ربيع عام 2001, والتي حدثت على خليفة مقتل شاب من البربر في مخفر للدرك خلال مظاهرات تطالب بإصلاحات اجتماعية واقتصادية، فقد تنفست السلطات الجزائرية الصعداء، عندما لم ترضخ إدارة نادي «شبيبة القبائل» لكرة القدم لضغوط الشارع الأمازيغي والانسحاب من البطولة الوطنية. وقد وجد مدير الفريق محمد الشريف حناشي خاصة نفسه في عين اعصار حقيقي، ولم يتقبل عدد من سكان المنطقة وأنصار النادي القرار، واعتبره البعض «خيانة» من النادي الذي «يتمثلون فيه أنفسهم». ففريق «شباب القبائل»، ومقره مدينة تيزي وزو، وبرغم وجود نواد كبيرة أخرى في القبائل كشبيبة ومولودية بجاية (ثاني أكبر مدينة في المنطقة)، يبقى بالنسبة للكثيرين في المنطقة ليس ناديا مفضلا فقط، بل «عنوان هوية» كذلك. وهي الهوية البربرية التي كانت بالذات احد العناوين البارزة في المواجهات آنذاك بين المتظاهرين من أبناء المنطقة وقوات الأمن الجزائرية، والتي خلفت عددا معتبرا من القتلى والجرحى. وأعادت الى الواجهة من جديد المسألة الأمازيغية.