تشييع أحمد عباس صالح في القاهرة

صاحب كتاب «اليمين واليسار في الإسلام»

TT

شيع مثقفون وكتاب أمس من جامع عمر مكرم بالقاهرة جنازة الكاتب أحمد عباس صالح، أحد رموز اليسار المصري، والمثقف الذي أثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية بعدد من المؤلفات في الأدب والثقافة والتاريخ؛ أبرزها كتابه الشهير «اليمين واليسار في الإسلام» والذي أحدث جدلاً عقب صدوره في السبعينات، وكان من أوائل الكتب التي تناولت الإسلام السياسي، وعمل احمد عباس صالح طوال عقد التسعينات كاتبا في صحيفة «الشرق الأوسط».

رحل أحمد عباس صالح عن عمر يناهز 76 عاماً بمستشفى دار الفؤاد بضاحية 6 أكتوبر بالقاهرة والذي كان يعالج فيه من آلام حادة في القلب ألمَّت به في الآونة الأخيرة، وظل قبل رحيله مواظباً على مقالاته الأسبوعية بصحيفة «الجمهورية» التي يعد أحد مؤسسيها، وصحيفة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع المصري المعارض، ولم يفقده التعب والمرض القدرة على التحليل وإثارة الأسئلة وطرح الحلول لقضايا الواقع المصري والعربي الشائكة على كل المستويات.

ويعد أحمد عباس صالح واحدا من الذين ساهموا بقوة في إرساء المفاهيم النقدية الجديدة في الحياة الأدبية في مصر، وبخاصة مفهومي الواقعية الاشتراكية، والواقعية النقدية. وقد كتب القصة القصيرة. وحسب الكاتب بهاء طاهر، فإن أحمد عباس صالح كان واحداً من المبدعين المهمين، مشيراً إلى أن المفكر محمود أمين العالم والدكتور عبد العظيم أنيس نشرا في كتابهما «في الثقافة المصرية»، إحدى قصص الكاتب أحمد عباس صالح وكان عنوانها «شرك» لكنه رغم ذلك لم يصدر كتاباً يتضمن إبداعاته القصصية الكثيرة، والتي جعلت المسؤولين في المجلس الأعلى للثقافة بمصر يعترفون بفضله ككاتب قصة ويختارونه عضواً في لجنة القصة والرواية، وعضواً في اللجنة التي تختار الحاصلين على جوائز الدولة التشجيعية في مجال القصة والرواية.

وكان آخر عمل قام به الكاتب الراحل إرساله وهو على سرير المرض في مستشفى دار الفؤاد، تقريره عن الجائزة وأسماء الحاصلين عليها، وقال الأديب يوسف الشاروني، مقرر لجنة القصة بالمجلس إن زميله الراحل كان قد دفع إلى المطبعة مجموعة من القصص، بالإضافة إلى سيرته الذاتية التي نشرها في حلقات، لكنهما لم يصدرا حتى وفاته، مشيراً إلى أن أحمد عباس صالح كاتب قصة بارز وموهوب.

أما أهم كتابات الراحل أحمد عباس صالح فقد كانت في التاريخ، وكان كتاب «اليمين واليسار في الإسلام» علامة بارزة في هذا المجال. كما كانت للأديب الراحل أحمد عباس صالح صلة وثيقة بالثقافة والأدب الإنجليزي حيث عاش في إنجلترا أكثر من 22 عاماً عمل خلالها في أكثر من صحيفة كصحيفتي «الشرق الأوسط» و«العرب».

وشكل عمله في الصحافة امتداداً لدوره في العمل الصحافي في مصر قبل مغادرتها بعد حصاره وإغلاق مجلة «الكاتب» التي كان يرأس تحريرها وقدم من خلالها عدداً كبيراً من مبدعي جيل الستينات والذين كان يقدمهم للقراء الأديب الراحل يوسف إدريس.

لم يقف دور أحمد عباس صالح عند حدود الكتابة الصحافية أو إصدار الكتب وانما تجاوزها إلى المشاركة في المؤتمرات الأدبية التي كانت تقام في مصر والوطن العربي، وكان من أبرز مساهماته ما قدمه في مؤتمر «مائة عام على تحرير المرأة» الذي أقامه المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 1999 وقدم خلال فعالياته «قراءة نقدية في فكر قاسم أمين» كانت مثار جدل بارز في المؤتمر.

قضى الراحل أحمد عباس صالح في العراق 6 سنوات حيث كان عمل أستاذاً في «معهد الفنون» في بغداد، وقد غادرها إلى لندن بسبب مرض ابنه، وكان يقيم في الملحقية العراقية هناك قريباً من المستشفى الذي يعالج فيه ابنه، وقدم استقالته من العمل في الملحقية بعد احتلال العراق للكويت.