غيب الموت أمس، القاضي عبد الكريم عبد الله العرشي نائب رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق، بعد حياة سياسية حافلة، دامت نحو خمسين عاما، فهو من مواليد صنعاء 1934، وتلقى التعليم في المدارس اليمنية وبدأ نجمه في السطوع بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 62، فتقلد في المراحل المختلفة التي تعاقبت على اليمن، مختلف المناصب القيادية كان من أبرزها محافظ لمحافظة إب ثم وزير للمالية وبعدها وزير للإدارة المحلية ثم مساعد للرئيس إبراهيم الحمدي، الذي حكم اليمن عند الإعلان عن حركة الـ13 من يونيو، التي أطاحت حكم القاضي عبد الرحمن الارياني، وحتى مقتل الرئيس الحمدي في 11 اكتوبر (تشرين الأول) من عام 77، حيث استولى على السلطة المقدم أحمد الغشمي الذي قتل في الـ24 من يونيو (حزيران) من العام التالي.
وتقلد القاضي العرشي بعد مقتل الرئيس الغشمي، مجلس رئاسة الجمهورية، الذي تولى قيادة البلاد حتى تم انتخاب الرئيس علي عبد الله صالح رئيسا للجمهورية، وقائدا عاما للقوات المسلحة، الذي عين القاضي العرشي نائبا لرئيس الجمهورية، إضافة إلى رئاسته لمجلس الشعب التأسيسي، الذي كان يمثل السلطة التشريعية، ثم أشرف على انتخابات مجلس الشورى فيما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية، والذي ادمج مع مجلس الشعب الأعلى فيما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية في مجلس واحد، هو مجلس النواب في دولة الوحدة، التي أعلن عن قيامها في الـ22 من مايو (أيار) من عام 1990، فانتخب القاضي العرشي عضوا في مجلس الرئاسة، الذي حكم اليمن في المرحلة الانتقالية، حيث اختير القاضي العرشي رئيسا للجنة العليا للانتخابات، التي جاءت بمجلس النواب، الذي انتخب في 27 ابريل (نيسان) من عام 93 ثم عين رئيسا للجنة التقسيم الإداري لليمن، وكان آخر منصب اسند إليه هو تعيينه مستشارا للرئيس علي عبد الله صالح.