النائبة الإسلامية الأردنية حياة المسيمي: الإخوان لا يعارضون عمل المرأة السياسي

قالت لـ الشرق الاوسط : هناك برلمانيات عربيات مجرد ديكور * الضجة حول قانون جرائم الشرف في بلدنا غير مبررة .. ورأي المنظمات النسائية لا يهمني

TT

اعتبرت حياة المسيمي ممثلة حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، أن نجاحها في الوصول إلى قبة البرلمان الأردني كأول نائبة إسلامية، سيخط بدوره خطا جديدا في حركات الإسلام السياسي، رافضة استغلال الإخوان المسلمين لتواجد المرأة لإيصال صوتها في ظل مجتمعات محافظة.

وقضايا أخرى في هذا الحوار مع النائبة عن حركة الإخوان المسلمين.

* بداية أين موقع المرأة شرعا وقانونا في مفهوم الانتخابات؟

ـ في المفهوم الشرعي ورغم الخلاف ما بين علماء الأمة حول دور المرأة السياسي، إلا أن جمهور علماء الدين وبالأخص في منطقتنا الأردن، وفي مصر وبعض الدول العربية الأخرى يرون أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية، انتخابا وترشيحا، أمرا جائزا كما ويرونه مندوبا ويحثون المرأة على المشاركة السياسية، وطالما خلا الأمر من الموانع الشرعية، دفع ذلك الإسلاميين للمطالبة بمشاركتها، وأنا شخصيا اتبعت خلال حملتي الانتخابية فتوى لعدد من علماء الحركة الإسلامية في الأردن ومصر وتونس والجزائر، بالإضافة إلى فتوى للشيخ يوسف القرضاوي.

* ماذا عن الناحية القانونية؟

ـ لا يوجد أي مانع في القانون الأردني من مشاركة المرأة ترشيحا وانتخابا، وقد أعطى المرأة هذا الحق منذ عشرات السنين.

* حسنا، وماذا تريد الأحزاب من المرأة؟

ـ ترغب في مشاركة اكبر من قبل المرأة في مختلف الأنشطة وفي الحياة السياسية، إلا انه ما زال هناك الكثير من المعيقات للمشاركة في الأحزاب، وبالأخص في الدول العربية، حيث قد تكون الحياة الحزبية قصيرة العمر أو أن تكون قد تعرضت للعديد من المشاكل في الماضي، وبالتالي أصبح إقبال النساء محدودا أو معدوما في العديد من الأحزاب.

* هل ترين اليوم أن المرأة مؤهلة لدخول المعترك السياسي؟

ـ المرأة مؤهلة لدخول المعترك السياسي والكثير من المهارات التي تلتزم للعمل السياسي تكتسبها من خلال المشاركة الميدانية ومن غير الواقع المطالبة بتأهيلها وتدريبها وتثقيفها للدخول في المعترك السياسي، فالرجل أيضا يدخل المعترك السياسي من دون أي تأهيل أو تدريب، ولا ننسى أن هناك الكثير من التأهيل والتدريب يأتي من الممارسة الميدانية، فما تتعلمه المرأة من جلسة برلمانية واحدة أكثر بكثير مما قد تستفيد منه في عشرات الدورات التاهيلية

* ماذا عن المرأة الخليجية، هل ترين أنها قادرة على خوض المعترك السياسي وبالأخص أن هناك من يقول إنها تفتقر للثقافة الانتخابية؟

ـ التقيت بالعديد من النساء الخليجيات الملتزمات وغير الملتزمات، ولمست تمتع كافتهن بثقافة كبيرة تؤهلن لخوض الحملات الانتخابية تشريحا وانتخابا، وباعتقادي تأخير مشاركة المرأة ليس من صالح العمل السياسي في الوطن العربي، حيث سيتسبب في تأخر موجة الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط، واعتقد أن على الحكومات الخليجية أن تبادر في إشراك المرأة في المعترك السياسي، كما أن على علماء الخليج أن يبادروا بدعوة المرأة للمشاركة ضمن الإطار الذي يرونه ملائما.

* هل تؤيدين فكرة إنشاء كتلة برلمانية نسائية؟ وهل هن قادرات على إيصال أصواتهن من خلال أحزابهن أو كتلتهن؟

ـ أعارض إيجاد كتلة برلمانية نسائية الأمر الذي سيؤدي إلى تأطير دور المرأة في القضايا النسائية دون المشاركة في الشأن العام وللمرأة القدرة على إثبات نفسها من خلال الأحزاب والكتل البرلمانية المختلفة وهذا لا يمنع التنسيق ما بين النساء في البرلمان لبحث قضايا المرأة والطفل.

* هل البرلمانيات قادرات على المشاركة في كافة لجان البرلمان؟

ـ نعم، القانون يسمح بالمشاركة في كافة اللجان، والبرلمانيات الأردنيات يشاركون في غالبية اللجان ابتداء باللجنة القانونية والحريات، كما أن لدينا رئيسة لجنة.

* من تجربتك الخاصة، هل تدعم الأحزاب السياسية التمثيل النيابي للمرأة، وهل تبذل مجهودا في ذلك؟

ـ ليست كل الأحزاب السياسية تدعم المشاركة البرلمانية للمرأة، كما أن هناك الكثير منها غير قادر على إيصال المرأة حيث أنها قد تعجز أيضا عن إيصال مرشحيها من الرجال، والمشكلة تكمن في حجم قدرة الحزب، بالإضافة إلى حجم التيار الشعبي وبرنامجه وعدد النساء ومدى تأثيرهن داخل الحزب، إلا أن مشكلة الأحزاب السياسية في الوطن العربي والأردن خصوصا ضعيفة ليس لديها تيار شعبي، كما أن المرشحين عادة ما ينزلون للانتخابات بأسمائهم الشخصية وبعشائرهم ويخفون انتمائهم الحزبي، اعتقادا منهم بأن إعلان انتمائهم الحزبي سيعطل من فوزهم في الانتخابات البرلمانية.

* ولكن ألا تلمسين تحفظا من الأحزاب في حال تعاظم شعبيتها من دعم المرأة؟

ـ الأحزاب اليسارية والشيوعية ليس لديها تحفظ على مشاركة المرأة، أما الأحزاب الإسلامية، فقد تمكنت من تخطي مشكلة تمثيل المرأة، أما الأحزاب الوطنية فينعدم لديها تواجد النساء القادرات والمؤهلات لدعمهن.

* ألا تعتقدين أن المطالبة بوجود المرأة في البرلمان فقط كواجهة للديمقراطية، وليس إيمانا بأهمية دورها السياسي؟

ـ يمكن النظر في كل الأسباب مجتمعة هناك بعض المشاركات فقط، لإعطاء واجهة جميلة للمجتمعات الأخرى ودور المرأة لا يتعدى كونه ديكورا، والبعض الآخر يكون مشاركة جادة وفعلية بناء على برامج محددة، كما أن هناك مشاركات لإعطاء صورة للتواجد الايجابي للسيدات في المجتمع العربي والخليجي.

* ولكن هل لدى البرلمانية العربية القدرة على صنع القرار؟

ـ لا أرى مانعا في ذلك فالمرأة العربية تتوفر لديها كافة المقومات لذلك وعملية صنع القرار ليست ميزة للرجال دون النساء وإنما لمن يملك الخبرة والعقل الراجح ويدعم بكتلة حزبية قوية.

* هل البرلمانيات أداة تشريعية وقوة ضاغطة ليس فقط لتنفيذ أهداف المنظمات النسائية، وإنما أيضا على الصعيد السياسي الدولي؟

ـ لا بد من البرلمانيات أن يقومن بأداء الدور التشريعي والرقابي، وحول مدى تحقيق برنامج المنظمات النسائية لذلك يعتمد على ماهية النساء البرلمانيات، ما إذا كانوا يمثلن المنظمات النسائية أو نساء يعبرن عن واقعهن، ففي المشهد المحلي، ورغم دعم المنظمات النسائية لعدد من النساء إلا أن الغالبية العظمى منهن لم يصلن إلى البرلمان، ومن نجحن كانوا بدعم حزبي أو دعم عشائري.

* حصلت على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، هل ذلك عائد إلى كونك مرشحة حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان المسلمين في وسط مجتمع محافظ؟

ـ أعتقد أن نجاحي عائد إلى ذات برنامج حزب جبهة العمل الإسلامي، فالمنتخبون قاموا بالتصويت للحركة الإسلامية ولمرشحتها كما صوتوا لمرشحي الحركة الإسلامية الذكور في المناطق الأخرى.

* هل ترشيح حزب الجبهة الإسلامية لك لخدمة أغراض لم يتمكن الرجل من تحقيقها، أم أنها قناعة بأهمية دور المرأة في الحياة السياسية؟

ـ السبب الأول في ترشيح الحركة الإسلامية لسيدة هو لإثبات عدم تمييز الحركة الرجل عن المرأة، وترشيحي إنما هو إجابة فعلية عن تأييد الحركة الإسلامية دخول المرأة المعترك السياسي.

* لماذا اكتفى الحزب بترشيح مرشحة واحدة فقط؟

ـ كون التجربة في بدايتها كان ترشيح سيدة واحدة وفي المستقبل، سنطمح إلى ترشيح عدد اكبر من نساء الحركة الإسلامية لتغيير الفكرة النمطية عن الإسلاميين والتي تردد معارضتهم لنشاط المرأة السياسي.

* هل كانت مبادرة التشريح من الحزب، أم منك أنت شخصيا؟

ـ لا كانت المبادرة من قبل الحزب كما جرت العادة.

* اعترض الإسلاميون في كثير من الدول على سبيل المثال الكويت واليمن والسعودية دخول المرأة في الحياة السياسية، كيف تصفين خروج الجبهة الإسلامية ممثلة بالإخوان المسلمين عن ذات المسار بترشيحك في الانتخابات البرلمانية؟

ـ المتتبع لتاريخ الإخوان المسلمين منذ نشأة الحركة الإسلامية في مصر وحتى يومنا هذا، يجد أنها تعطي اهتماما خاصا بالقطاع النسائي وتوصل المرأة إلى مواقع صنع القرار، الأمر الذي نستخلصه من كلمات ورسائل الإمام حسن البنا، بالإضافة إلى وجود سيدات في الحركات الإسلامية كالسيدة زينب الغزالي وغيرها، وهذا كله يؤكد على أن الإخوان المسلمين حركة تدعم وجود المرأة.

* حسنا، ولكن لماذا.. وحتى الآن فقط تشارك المرأة في الحياة السياسية؟

ـ اعتقد أن الحركة الإسلامية للإخوان المسلمين، تحاول دراسة الواقع لتجنب التصادم معه، وبسبب معارضة السواد الأعظم من الإسلاميين مشاركة المرأة في الحياة السياسية كان لا بد على الإخوان المسلمين دعم مشاركة المرأة وبشكل تدريجي ومن خلال الواقع الفكري مما جعل تحقيق ذلك في دول قبل أخرى.

* الم يفرض هذا التغير في مسار الإخوان كنتيجة للمستجدات الدولية؟

ـ نعم ساهم وحفز ذلك، إلا انه لم يكن السبب الرئيس.

* ولكن يعرف معارضة الإخوان المسلمين عمل المرأة وجها لوجه مع الرجل، كما أنه لطالما اعتبر الإسلاميون أن وظيفة المرأة الأساسية هو بيتها وأسرتها وخروجها سيؤثر سلبا على المجتمع؟

ـ نؤكد دوما على وجود ضوابط وليس معوقات على انضمام المرأة للمعترك السياسي، من أهمها ألا يكون عملها السياسي على حساب وظيفتها الأولى وهي الأمومة، وليس البيت الذي قد يقوم عليه أي شخص آخر، والضابط الآخر الالتزام بالضوابط الشرعية الحجاب وتجنب الخلوة وليس الاختلاط.

* رغم تأكيدك على عدم ممانعة الإسلاميين وبالأخص من الإخوان عمل المرأة، إلا أننا نلمس وحتى الآن أنه ما زالت معارضة الإسلاميين لعمل المرأة في كافة المجالات، وليس فقط في المجال السياسي؟

ـ بالفعل هذا موجود، إلا أن ذلك لا يتعدى كونه رأيا فرديا، أما الرأي الشوري في الحركة الإسلامية، فهو مع عمل المرأة في كافة المجالات ومنها السياسية، ومن خلال مقابلاتي مع عدد من الإسلاميين في الكويت، فهم لم يمانعوا مشاركة المرأة في الحياة السياسية، إلا أن الضغط في الرفض كان من قبل الإسلاميين المتشددين أو العشائر.

* كيف تصفين موازنة الحركة الإسلامية ما بين ترشيح سيدة للانتخابات البرلمانية، وما بين الحديث الشريف «ما افلح قوم ولوا أمرهم امرأة»؟

ـ اتفق جمهور العلماء على أن ما يقصد بهذا الحديث، هو ولاية الدولة مع اعتبار البعض أن الحديث لفترة زمنية محددة، لا يقاس عليه إلى الأبد، كما وذكر فقهاء آخرون أن المقصود بالولاية هو خليفة المسلمين.

* ذكرت في حديث سابق أن نجاحك في الوصول إلى البرلمان، سيخط خطا جديدا في حركات الإسلام السياسي ماذا تقصدين بذلك؟

ـ ما قصدته هو أن الحركة الإسلامية في الأردن، أجابت إجابة عملية لما يتعلق في شرعية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فالأردن لن تناقش بعد الآن من الناحية الشرعية ما إن كانت مشاركة المرأة أمرا جائزا أم لا، ومن ناحية أخرى نجاحي في تمثيل الحركة الإسلامية داخل البرلمان رغم أني متزوجة وأم لخمسة أطفال ستمحو الكثير من العقبات والمخاوف الاجتماعية.

* كيف تقيمين اليوم الإسلام السياسي؟

ـ اعتقد ومن خلال تجربة الحركة الإسلامية في الأردن أن الإسلام السياسي وصل إلى مرحلة النضج، حيث تكونت لديه رؤية وبرنامج متكامل للإصلاح السياسي والاجتماعي، كما أن الكتلة الإسلامية في البرلمان الأردني هي الأكثر فاعلية من غيرها في الأداء التشريعي والرقابي داخل البرلمان.

* ألن يتقاطع كونك مرشحة الإخوان المسلمين، مع بعض المطالب التي تنادي بها الجمعيات الحقوقية والمنظمات النسائية، والتي من بينها قانون جرائم الشرف والذي عارض تعديله الإخوان المسلمين داخل البرلمان؟

ـ عند تصويت على أي أمر لا بد من موافقته مع الشرع ولا يهمني ما إن كان منسجما مع مطالب المنظمات النسائية أم لا، أما إن كان الأمر لا يخالف الشرع، فعندها سأقف مع الحق، وفيما يتعلق بما عرف بقانون جرائم الشرف من تعديل قانون العقوبات للمادة 340 رفض من برلمان1997 والتي كانت حينها الحركة الإسلامية مقاطعة للانتخابات، كما وعرضته الحكومة على برلمان في عام 2003 ورفضه حينها ما لا يقل عن 70 نائبا والحركة الإسلامية لا تمثل سوى 17 نائبا، وهذا يعني رفضه اجتماعيا وشرعيا، واعتقد أن الضجة المثارة من قبل وسائل الإعلام، حول هذا القانون غير مبررة.

* ماذا تعنين بذلك؟

ـ ما اقصده هو أنه لا بد من التمييز ما بين المادة 340 من قانون العقوبات المعدلة والمادتين 98 و99 حيث أن الأولى تعطي العذر المحلل أو المخفف بشروط، وهي إذا وجدت الفتاة متلبسة، وكان ولي الأمر في حالة الغضب غير مخطط لذلك مسبقا ونتيجة للشروط تلك، لم يطبق هذا القانون سوى مرة واحدة في التاريخ الأردني، والحركة الإسلامية ترى أهمية هذه المادة في حماية الأسرة، أما المادة 98 والمادة 99 فقد طالبنا بتعديلهما مرارا وتكرار والتي تنص على انه في حالة إقدام الإنسان على أي جريمة تحت ثورة الغضب، فيخفف الحكم عنه وهي المادة التي يستفيد منها من يقتل شقيقته أو ابنة عمه أو ابنته.

* يرى البعض في ترشيح الجبهة الإسلامية لامرأة استغلالا لها وسبيلا لممارسة ضغط اجتماعي بصورة اكبر، لما ستجده من أذان صاغية في المجتمعات المحافظة، ما رأيك بذلك؟

ـ إن كان لك الحديث صحيحا، لرشحت الحركة الإسلامية الكثير من السيدات في مختلف مناطق المملكة الأردنية، وأؤكد لك انه في حال فعلت ذلك، لتمكنت أربع سيدات من الفوز في الانتخابات، وفي ذات الوقت لا يمكننا نفي استثمار الحركة لأحوال الناس والأوضاع السياسية.

* في مجتمعات تؤمن أن الرجال قوامون على النساء، هل هناك مشروع لتحقيق الذات بالنسبة للمرأة؟

ـ شخصيا أؤمن أن الرجال قوامون على النساء، وإنما فقط داخل الأسرة، فزوجي هو فقط قائم علي وليس زميلي النائب، ومعنى القوامة الشرعية هي في ضمن إطار الأسرة وليس في المجتمع الخارجي، وبالنسبة إلي فأتعامل مع زملائي في الحركة بندية، إذ لدي نفس الحقوق وعلي ذات الواجبات

* هل تتوقعين أن منصب الرئيس بحاجة إلى قدرات رجولية فقط، أم انه يعتمد على الكفاءة؟

ـ للمرأة القدرات الموازية للرجل، لأن تصبح رئيسة مجلس، ولكن باعتقادي أن منصب الرئيس بحاجة إلى تفرغ الرجل، بعكس السيدات اللاتي توكل لهن مهام متعددة مهنية وأسرية.

* ولكن هل من الممكن ن يدعمك الحزب لتحوزي على منصب الرئيس؟ أم أن هناك عوائق حزبية وشرعية؟

ـ لا يوجد هناك أية عوائق شرعية أو حزبية، والحركة الإسلامية لا تمانع دعمي مباشرة في حال توفر الفرصة لأصبح رئيسة لجنة

* إلى أي مدى يؤثر غياب المرأة عن المسيرة الديمقراطية، وهل تتفقين مع من يقول إن ضعف الحياة السياسية العربية إنما سببه غياب المرأة؟

ـ اعتقد أننا نعطل حياتنا السياسية والديمقراطية في حال تعطلينا لمشاركة نصف المجتمع. > كيف تقيمين تجربة الحركات الإسلامية في خوض الانتخابات البرلمانية؟

ـ هناك مزايا عدة تميزت بها تجربة الحركات الإسلامية، منها اعتمادها على الرأي الشوري في انتخاب أعضائها، وإعداد برنامج واضح، كما أنها تقدم الهم العام على المصالح الشخصية، وفي حال فوز الحركات الإسلامية فهي بالتالي تمثل الجميع وليس لدوائرها فقط.

* ولكن ما إشكاليات العمل الإسلامي مع طرفيه: القيادة والقاعدة وما هي العلاقة القائمة بين الطرفين؟

ـ طالما أن هناك لوائح وقوانين تحكم العلاقة ما بين القيادة والقاعدة، مع توفر الشورية الملزمة لكلا الطرفين، فالإشكاليات الموجودة داخل الحركات الإسلامية بأقل صورها.

* كيف تفسرين التخوف الرسمي من فوز الإسلاميين في الانتخابات السياسية؟

ـ الحكومات تخشى من فوز الإسلاميين، لأنها ستكون ضد الفساد وستقف في صف المواطن، كما وستدعم موجة الإصلاح والكفاءات، ومبدأ المقاومة الشرعية، وهذا بعكس ما ترغب فيه الحكومات.

* أليس التخوف من بث الرجعية، كما يقول البعض في المجتمعات العربية، وتسييس الدين هي أيضا أسباب إضافية؟

ـ لا الإسلاميون لا يطمحون إلى إعادة الناس إلى الوراء وإنما يرغبون في أن تسير القيم مع التقدم، وخير مثال على ذلك، أن أفراد الحركة الإسلامية بالأردن معظمهم يحوزون درجات علمية عالية، وموظفون بالمهن الراقية، كما ولدى الحركة الإسلامية مؤسسات تدار بأعلى كفاءة من التي تديرها الحكومات.

* هل ترين أن هناك تقليصا رسميا للحركات الإسلامية؟

ـ هناك محاولة جادة وكبيرة محلية وأممية، لمواجهة مد الحركات الإسلامية في مختلف الدول العربية.

* هل هناك أية جهود من قبل الإسلاميين لتوحيد النظرة الشرعية لما يتعلق بالمرأة وانخراطها السياسي في مختلف الدول العربية والإسلامية؟

ـ هناك مساع جادة حاليا لإيجاد رابطة لكافة البرلمانيين الإسلاميين، وفي مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

* من سيقوم على ذلك البرلمان؟

ـ البرلمانيون الإسلاميون في مختلف الدول.

* متى تتوقعين أن ترى الرابطة النور؟

ـ بداية العام القادم إن شاء الله.

* رغم فتوى الحركة الإسلامية الإخوان المسلمين والمعروفة منذ عقود بعدم فرض تغطية الوجه، وإنما أعدته أمرا مستحبا، وأنت خير مثال على ذلك، فما سبب الصدام بينكم وبين الحكومة لإلزامها المنقبات بكشف الوجه أثناء الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات الأخيرة؟

ـ نعم، في أدبيات الحركة الإسلامية، لا تفرض على النساء تغطية الوجه، ولكن ما لم نتوقعه البتة، ألا تصادم الحكومة الحركات الإسلامية، وإنما أفراد الشعب، حيث أن العديد من النساء منقبات من باب العادة والمحافظة، والخطوة الرسمية فقط، لمنع وصول الإسلاميين للبرلمان.