أكبر عملية تطوير للمتحف المصري أحد أقدم متاحف الآثار في العالم

وضع تصميمه المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897

TT

بدأ مسؤولو المجلس الأعلى للآثار إجراء أكبر عملية تطوير للمتحف المصري بالقاهرة، والذي يعد من أقدم متاحف الآثار في العالم. وتستهدف عملية التطوير جعل المتحف مقصدا علميا وثقافيا يليق بعراقة ما يحتضنه من آثار، وإنشاء مركز ثقافي وملحق إداري تجاري على الجانب الغربي للمتحف مكان العشوائيات التي تم إزالتها. ويبلغ طول مبنى المركز المزمع إنشاؤه 80 مترا وعرضه عشرة أمتار، ويقام على نفس الطراز المعماري للمتحف ويضم طابقين تحت الأرض ودورا أرضيا وطابقين بارتفاع 12 مترا.

ويؤكد مسؤولو المجلس أن المتحف الكبير الذي يجري تدشينه حاليا في طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي لن يكون بديلا عن المتحف المصري بالتحرير حيث سيضم المتحف الجديد العديد من القطع الأثرية التي ترجع إلى عصور تاريخية متفاوتة فيما سيضم متحف التحرير أكبر وأهم القطع الأثرية. ومن المقرر خفض عدد القطع المعروضة داخل المتحف لاعادة صياغة العرض داخل قاعاته، وهو تقليد جديد سيتم اتباعه في المتاحف الجديدة، التي ستقام وتفتتح خلال الفترة القادمة، بحيث يتاح لزائريها فرصة الاستمتاع برؤية المعروضات بشكل مريح مع تغيير وتحديث بطاقات العرض لتتناسب وفق أساليب العرض المتبعة في المتاحف الكبرى بالعالم.

وسوف يخصص طابقان تحت الأرض كمحلات تجارية وكافتيريا ومكتبة، أما الأدوار فوق سطح الأرض فستحتوي على قاعة مؤتمرات رئيسية ومتحف للطفل ومتحف للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ومدرسة للمتحف ومعامل للترميم، لتصبح المساحة بالمتحف مخصصة بالكامل للعرض المتحفي، والتي ستتضاعف بعد نقل جميع الخدمات التي كانت تشغل جزءا كبيرا من مساحة المبنى القديم. يذكر أن المتحف المصري وضع تصميمه المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 وهو مشيد على طراز معماري فريد ويعد أول مبنى في مصر مشيدا بالخرسانة المسلحة. ويعتبر من أعرق متاحف العالم وأقدمها حيث يضم حضارة شعب تاريخه يرجع الى آلاف السنين على عكس المتاحف الأخرى التي تضم آثارا حديثة للشعوب. ويعود تاريخ انشاء المتحف الى عام 1902 عندما افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني واختير موقعه في ميدان التحرير الحالي لكي يمثل المرحلة الثقافية والمعمارية التي كانت سائدة في مصر في ذلك الوقت.

ووقت انشاء المتاحف كان ينظر اليه على أنه لا بد أن يعكس صورة كبيرة لمتاحف أوروبا الكبيرة كاللوفر والمتحف البريطاني في لندن التي كانت قصورا وبيوتا للأمراء والملوك الى أن تحولت الى متاحف. وأكد المسؤولون أن المتحف الكبير سيختلف أيضا عن متحف الحضارة بالفسطاط الذي سيتم الانتهاء منه في غضون عامين ونصف العام بحيث يضم المتحف الأخير القطع الأثرية التي ترجع إلى العصور الفرعونية القديمة. كما أشاروا إلى أن مصر بحاجة إلى مزيد من المتاحف لاستيعاب آثارها، خاصة أن ما يتم اكتشافه من قاع البحر والأرض يصل إلى آلاف من القطع الأثرية سنويا.