«الطربي» آلة مميزة مهددة بالزوال

عود يمني لا يحتاج إلى دوزنة

TT

تربع العود على عرش الموسيقى الشرقية، اسرت نغماته ورناته الالباب وهذا ما جعله ملازما للموسيقى والموسيقيين العرب اينما كانوا، ولكن يبدو انه ما زال هناك الكثير من الالات الموسيقية غير المعروفة في عالمنا العربي و«الطربي» واحدة منها.

يقول علي الاسدي وهو عازف موسيقي من اليمن، ان آلة «الطربي» قد تكون بدايات آلة العود كما نعرفها اليوم، وهي آلة موسيقية كانت تستعمل في الماضي في الموسيقى التراثية اليمنية ولكنها على وشك الزوال نهائيا اليوم من قاموس الموسيقى في اليمن والموسيقى العربية ككل.

فما هي الة «الطربي» تحديدا؟ تحمل هذه الالة شكل العود ولكن بحجم اصغر وهي تعرف ايضا بالقنبوس وتحمل اربعة اوتار رناتها شبيهة بالعود لكن التجويف الداخلي الصغير نسبيا لهذه الالة قياسا بالعود هو ما يجعل صوت الطربي مختلفا ومميزا. ويقول الاسدي «الالة المجوفة هي سر الصوت ولكن بالاضافة الى التجويف الداخلي للطربي يغطى صدره بجلد الماعز وهذه ميزة اخرى وعامل اساسي لفرادة صوت هذه الالة». ويقوم العازف بحمل الطربي اثناء العزف قريبا من الصدر والوجه «وكأنك تحتضنه او تعانقه» يقول الاسدي، وباستطاعة عازف العود العزف على الطربي ولكن تختلف بعض التقنيات المستعملة. وتحاول اليوم مجموعة من الفنانين اليمنيين إحياء هذه الالة، ويقول الاسدي وهو ايضا رئيس مؤسسة احياء الموروث الشعبي ان البداية انطلقت من المحافظة على صناعة هذه الالة حيث انه يوجد حاليا صانع واحد فقط للطربي في اليمن هو فؤاد حسين القعطري الذي بدأ مؤخرا بتدريب مجموعة من الشباب على كيفية صناعة هذه الالة. وقد اكد القعطري في حديث لـ«الشرق الأوسط» انه تفرغ تماما لصناعة هذه الالة بعدما كان في الاصل من صناع العود، ويقول «ما يميز الطربي ايضا انه مصنوع من قطعة خشبية واحدة تعمر الاف السنين على عكس العود الذي يصنع من قطع مختلفة واضلاع تتكسر بسهولة». اما الوقت الذي يستغرقه انجاز قطعة واحدة فيقول القعطري «على اقل تقدير يستغرقنا العمل لانجاز الطربي نحو شهر تقريبا، ونستعمل عادة خشب الطنب في صناعته، ولكن للاسف ليس هناك اقبال كثير على شرائه لانه غير معروف بما يكفي بالرغم من ان الجميع يدرك انه الة قديمة لكنها لا تستخدم كثيرا اليوم». ويلفت علي الاسدي الى ان الطربي لا يحتاج الى دوزنة «فبينما يجب ان اعمل لما لا يقل عن عشر دقائق على دوزنة العود اذا ما اردت ان ارفع او اخفض الصوت، ففي الطربي الة صغيرة اسمها «الفرسة» بمجرد ان اشدها الى الامام او الخلف يرتفع او ينخفض الصوت باتقان لافت، وهذا تطور كبير برأيي في الة قديمة جدا».

وفيما يصر الاسدي وهو عازف عود اصلا على العزف والتعريف بالطربي، يؤكد ان الخطوة التالية يجب ان تكون تعميم استعمال هذه الالة لحمايتها من الضياع والانقراض مستقبلا.