نظام يكشف تسرب الغاز من الأنابيب بواسطة طائرات الهليكوبتر

طريقة جديدة لمراقبة أنابيب النفط والغاز

TT

طورت شركات الطاقة الألمانية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الألمانية، أول نظام من نوعه للكشف عن تسرب الغاز من أنابيب الغاز، بواسطة طائرات الهليكوبتر. وسيوضع النظام في العام القادم لمراقبة شبكة أنابيب غاز تمتد عبر ألمانيا بطول 45 ألف كيلومتر، بهدف وقف هدر الغاز وتجنب الحرائق.

وذكر متحدث باسم شركة «إي ـ أون» للطاقة، ان النظام قادر على كشف أضأل تسرب لغاز الميثان من شبكات الأنابيب المحلية والعالمية. ويمكن للنظام، واسمه تشارم Charm CH4 Airborn Remote Monitor))، أن يجنب الشركات الكثير من التعقيدات الناجمة عن التسرب من أنابيب الغاز الممدودة على الأرض أو تحتها أو تحت المياه. ومعروف أن أساليب الكشف عن التسربات، خصوصا في أنابيب الغاز الممدودة تحت الأرض، تتطلب ارسال أجهزة إلى تحت الأرض تعمل مثل المسبار في العمليات الجراحية الطبية. وتشارك في المشروع شركة «رور غاز» للطاقة ووكالة الفضاء الألمانية إلى جانب «إي ـ أون».

ويعتمد نظام «تشارم»، الذي يقاد من طائرة هيلكوبتر، على جهاز استشعار غاية في الحساسية لغاز الميثان، وهو المكون الأساسي للغاز الطبيعي. ويتولى الجهاز الكشف المبكر عن الغاز، عن طريق تقصي آثار الغاز القليلة بواسطة تقنية تستخدم أشعتي ليزر وفوق الحمراء. ويمكن للنظام أن يكشف آثار الغاز على المونيتور في الهليكوبتر من بعد 150 مترا.

وذكرت كلاوديا كوردولا، المهندسة التي جربت النظام بنجاح قرب العاصمة السابقة بون، أن الجهاز يعمل بشكل بسيط. فمزيج أشعة ليزر وفوق الحمراء يمتص كل جزيئة من جزيئات غاز الميثان قرب الأنابيب، ويرسلها إلى جهاز متلق يعرض النتائج أمام طاقم المراقبة في الهليكوبتر، بشكل ألوان على شاشة الكومبيوتر. كما يطلق الجهاز جرس تحذير في الحال، في حالة وجود تسرب كبير يتطلب التدخل السريع. وغني عن القول إن الكومبيوتر في الهليكوبتر يرتبط بمركز الشبكة، الذي يتولى إرسال رجال التصليح في الحال عند الضرورة.

وطبيعي فقد عملت المهندسة مسبقا على تلقيم الكومبيوتر بخريطة أنابيب شبكة الغاز غير المرئية (المدفونة تحت الأرض)، وهكذا تستطيع الهليكوبتر متابعة الكشف عن التسرب، حسب نظام لتحديد المواقع يشبه في عمله نظام تحديد المواقع من الأقمار الصناعية، إذ تظهر خريطة الأنابيب على الشاشة أمام قائد الطائرة، الذي يحركها على ارتفاع 100- 120 مترا فوق الشبكة. ولأن أنابيب الغاز تكون غالبا مغطاة بإسفلت الطرق أو المواد الحافظة وداخل الأنفاق، فإن بوسع أشعة ليزر تقصي آثار الغاز مسافة 12 مترا حول الأنبوب.

وحسب تصريح فيرنر زيرنغ، من شركة رور غاز، فإن أحدث أنظمة تقصي التسرب من أنابيب الغاز تتيح لفرق البحث الكشف عن 10 كيلومترات يوميا، في حين يتيح «تشارم» لفرق البحث تقصي 50 كم من الأنابيب يوميا. وستضع الشركة النظام تحت تصرف البلدان الأوروبية لمراقبة شبكات أنابيب الغاز، التي تمتد بطول 250 ألف كيلومتر داخل أوروبا الغربية فقط. ويمكن للنظام أيضا أن يستخدم في الرقابة على مشروع الغاز الروسي- الألماني تحت مياه بحر الشمال باستخدام غواصات صغيرة. ومعروف أن مشروع الغاز الروسي تم توقيعه في العام الماضي مع ألمانيا بكلفة تزيد عن 5 مليارات يورو.