تراث وأدب وتاريخ السود الأميركيين بلمسات أمينة مكتبة في مرآب منزل

TT

ظلت مايم كليتون تعمل لوحدها تنفق الراتب الذي كانت تتقاضاه لقاء عملها فنية في مكتبة عامة وفي وقت لاحق مخصصاتها المالية الخاصة بالضمان الاجتماعي من أجل تجميع واحدة من ابرز الوثائق الخاصة بتاريخ الأميركيين السود في العالم وخزنتها في مرآب منزلها. ويبدو الطلاء المتقشر وكأنه هو الذي يساعد المرآب على الوقوف متماسكا في أحد اطراف حديقة منزلية طويلة الحشائش خلف منزل من طابق واحد في حي سكني متواضع. للحظة قبل النظر الى ظهر كل كتاب على الأرفف في الضوء الخافت، بدا المرآب اشبه بمخبأ قديم في انتظار الجرافة لينتهي به المطاف في مكب انقاض البنايات القديمة. تقول سو هودسون، المسؤولة عن قسم المخطوطات الأدبية بمكتبة هانتينغتون شرق لوس انجليس، ان هذه أميز مجموعة من أدب السود الاميركيين والمخطوطات والأفلام، وأضافت قائلة ان هذه المجموعة اذا نقلت من هذا المكان وتم تأمينها وتنظيفها وتصنيفها ستصبح واحدة من اميز مجموعات الأرشفة في الولايات المتحدة الى جانب مجموعة فيفيان هارش بمكتبة شيكاغو ومركز سكومبيرغ لبحوث ثقافة السود في مكتبة نيويورك العامة. كما ان هاوارد دوتسون، مدير المركز، وصف في حديث له لـ«لوس انجليس تايمز» مجموعة مايم كليتون بأنها «رئيسية ومهمة». ويقول آفيري، وهو معلم فنون متقاعد يعمل بجدية في المحافظة على هذا التراث الذي جمعته والدته، ان هذا المتوفر الآن لا يعدو ان يكون جزءا محدودا من المجموعة، وأضاف ان بقيتها موزعة في مخازن في لوس انجليس وفي مستودع للأفلام يضم أرشيفا به ما يزيد على 1700 فيلم سينمائي، ويعتبر هذا الأرشيف اكبر مجموعة لأفلام الأميركيين السود قبل عام 1959 في العالم. وتشمل مجموعتها النفيسة أول كتاب نشر في الولايات المتحدة وكانت مؤلفته من أصل أفريقي وتدعى فيليس ويتلي، وعنوان الكتاب: «اشعار على مواضيع دينية وأخلاقية مختلفة»، ويعود تاريخ صدوره إلى عام 1773، حينما كانت الشاعرة آنذاك من العبيد في بوسطن. وكلايتون تمتلك النسخة الوحيدة المعروفة موقعة بخط المؤلفة؛ ودفعت 600 دولار لشرائه في عام 1972وهو أكثر بكثير مما تدفعه عادة لشراء الانتيكات. فهي عادة كانت ترتاد أسواق السلع المستعملة وحينما يتوفى الكبار في السن كانت تذهب إلى علِّيات بيوتهم.