الخميني.. الهندي

الشاه سعى لنقل المرجعية من قم إلى النجف

إيرانيون يحتفلون بذكرى الثورة في طهران أمس (رويترز)
TT

يقول الصحافي الفرنسي إيريك رولو الذي كان يعمل في صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنه في إحدى المقابلات مع شاه إيران سأله عن البيان الذي أصدره آية الله الخميني لانتقاد البذخ في احتفالات مرور 2500 عام على حكم الشاهنشاهية، ردّ الشاه عليه غاضبا قائلا: «مَن الخميني حتى أرد على السؤال؟». قال له رولو: «هذا مجرد سؤال صحافي.. وهناك بيان نشر من الخميني، وأنا فقط أسألك رأيك». قال له الشاه: «أنا لن أرد على السؤال، لأن الخميني ليس إيرانيا ولا فارسيا. هذا هندي، وأنا لا أرد على الهنود»، مشيرا إلى حقيقة أن جد الخميني الأكبر عاش في كشمير في الهند لعقود حتى اكتسبت العائلة أسم «الهندي»، قبل أن تعود العائلة إلى مدينة خمين الإيرانية، حيث سميت «الخميني». تلخص هذه الرواية الصراع الذي بدأ يطفو على السطح بين «كرسي الملك» في إيران و«كرسي المرجعية». فتاريخيا، كانت المرجعية الدينية في قم لها صوتها واستقلالها، إلا أن هذا الصوت وهذه الاستقلالية لم تقف يوما مهددة «كرسي الملك»، وبالتالي عندما شعر محمد رضا شاه بالخطر، لم يكن أمامه إلا محاولة التخلص من «كرسي المرجعية»، بنقله من قم إلى النجف، إذ أرسل الشاه رسالة إلى آية الله الحكيم في حوزة النجف، عبر له فيها عن احترامه وتقديره.

ولم يكن الحكيم يتدخل في الشأن الإيراني، لكن الشاه أراد إرسال رسالة مفادها أن المرجعية بالنسبة إليه انتقلت إلى النجف بعد وفاة آية الله البرجردي.