جرافات أمانة بغداد تهاجم شارع المتنبي وتقتلع أشجار «أبو نواس»

في حملة شبهها مثقفون عراقيون لـ«الشرق الأوسط» بـ«ممارسات هولاكو»

شارع المتنبي قبل أن تقتحمه جرافات أمانة بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

دمرت جرافات أمانة بغداد أول من أمس، بأسلوب وصفه أصحاب المكتبات في ذلك الشارع الذي يمتد تاريخه للعصر العباسي، بـ«الهمجي»، مصطبات وأكشاك الكتب في الشارع، وداست فوقها، دون سابق إنذار، لتحملها بعد ذلك إلى مكبات بعيدة للنفايات، كما اقتلعت أشجار شارع «أبو نواس». وفيما أعلنت أمانة بغداد عبر بيان رسمي أنها قامت بتنفيذ حملة كبرى لإزالة التجاوزات التي تسببت في تشويه منظر شارع المتنبي، استنكر مثقفون وباعة كتب تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» الهجمة. وقال ياسر علاء وهو صاحب مكتبة: «فوجئنا بدخول جرافات كبيرة برفقة عدد من موظفي الأمانة وهم يقومون بإزالة أكشاك بيع الكتب والبسطيات وستائر الظل ولافتات المحال التجارية بطريقة همجية ودون سابق إنذار».

وقال البائع حميد إن «الحملة شملت حتى الأكشاك التي أجيزت من قبل الأمانة، وحتى بائع الشاي الذي لا يملك مصدر قوت لعائلته سوى بسطيته تلك»، مشيرا إلى أن «منظر شارع المتنبي اليوم بدا موحشا وكئيبا».

بدوره استنكر ستار محسن صاحب مكتبة، الهجمة وقال: «بغداد تعج بالنفايات التي لا تثير موظفي أمانة بغداد، لكن يبدو أن منظر الكتب ودوران المثقفين حولها وإحياءهم النشاطات الثقافية هو ما يثير الأمانة». أما رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر فقال «هذا السلوك يضعنا أمام مشهد غير مريح لتصرفات الجهات الرسمية في التعامل مع الحالة المدنية والحقوق المدنية»، مضيفا «إننا نستنكر هذا العمل الذي يذكرنا بما فعله هولاكو عندما صبغ نهر دجلة باللون الأزرق، حين أتلف آلاف الكتب ورماها في النهر».