الشاي يتراجع أمام القهوة في بريطانيا

TT

لندن ـ ا. ف. ب: تتراجع في بريطانيا مبيعات أوراق وأباريق الشاي بسبب اكتساح القهوة واكياس الاعشاب الطبيعية للاسواق وبسبب النمط المتسارع للحياة العصرية. وكشفت شبكة المخازن الكبرى «تيسكو» هذا الاسبوع ان مبيعات أباريق الشاي في محلاتها انخفضت بنسبة 62% في السنوات الخمس الاخيرة.

وفي حين ان الشاي لا يزال مشروبا محببا لدى البريطانيين الذين يتناولون 62 مليار فنجان شاي سنويا، اصبحت هذه العشبة مستهلكة اكثر على شكل اكياس صغيرة، وهي طريقة اسرع واسهل من استخدام الابريق التقليدي حيث يجب نقعُ اوراق الشاي لمدة خمس دقائق. ومع بداية التسعينات بدأ تحمس البريطانيين للقهوة بالازدياد بعد ظهور مقاه مثل «ستارباكس» الاميركية التي اصبح لديها حاليا «محلات للقهوة» في لندن اكثر من مانهاتن. وبحسب دراسة اجرتها شركة «تي ان اس»، المتخصصة في دراسة الاسواق، تراجعت مبيعات اوراق الشاي بنسبة 7.7 السنة الماضية. اما مبيعات اكياس الاعشاب الطبيعية فازدادت بنسبة 3.6% في الفترة ذاتها، في حين ان مبيعات القهوة الجاهزة ارتفعت بنسبة 4.4 بحسب ارقام الشركة وبقيت مبيعات اكياس الشاي على حالها. وكان الشاي قد ادخل الى بريطانيا في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وعرف صعوبات قبل تلك التي يشهدها اليوم. فخلال الحرب العالمية الثانية تراجع استهلاكه بسبب انقطاعه لفترة معينة، وفي الستينات اضطر الى التأقلم مع وصول القهوة الجاهزة ومن ثم اكياس الشاي الشهيرة. وقال ادوارد براما مؤسس متحف الشاي في لندن لوكالة الصحافة الفرنسية انه «سبق لفن تحضير الشاي ان تأثر كثيرا لدى ظهور اكياس الشاي في الستينات التي غيرت طعم هذا المشروب وطبيعته بشكل كبير». وتراجع رقم اعمال سوق الشاي بصورة ملحوظة بين عامي 1999 و2004، مع انخفاض من 1018 الى 897 مليون يورو، بحسب دراسة اعدتها شركة «مينتل» نشرت العام الماضي. ويأمل بعض التجار في التمكن من «تجديد» فن تحضير الشاي من خلال تغيير شكل الاباريق وجعلها اكثر جاذبية للمستهلك. لكن هذه الرغبة في تجديد هذا «الفن» غير موجودة لدى الجميع. ويقول ادوارد براما انه يجب الاستمرار في احتساء الشاي بالطريقة التقليدية حرصا على طعمه الحقيقي. ويضيف ان «بعض الشعوب تعتبر تناول الشاي تقليدا شبه مقدس. لم لا يتم تأسيس احتفال رسمي للشاي على الطريقة الانجليزية كما يفعل اليابانيون؟».