طفل مغربي تعلم الألمانية بالفطرة.. ويطمح ليصبح رئيس ألمانيا

TT

لا حديث هذه الأيام في المغرب إلا عن ظاهرة «خارقة وغريبة» تمثلت في ظهور طفل مغربي يتكلم اللغة الألمانية «بطلاقة ومن دون تكلف أو تعليم من أحد»، حسب قول والده، وهو ما جعل منه مادة إعلامية وصحافية كثرت حولها التأويلات والتفسيرات.

اسمه عثمان تغبولا، ولد في أكتوبر (تشرين الثاني) 1994. يدرس في السنة السادسة ابتدائي بإحدى المدارس الخاصة بمدينة مكناس (وسط المغرب). الأب أحيل على التقاعد إجباريا لأنه طرد من عمله منذ سبع سنوات. كان يعمل سائقا بشركة للنقل، وعمل قبل ذلك في سلك الجندية مدة 23 سنة. تجاوز عمر الأب العقد السادس، فيما تبدو زوجته، مبروكة بطاحي، أصغر منه بكثير.

عثمان وحيد أمه، لكنه الابن الثامن لمحمد تغبولا، الذي أنجب سبعة أطفال آخرين من زوجته الأولى المتوفاة قبل سنوات. يعيش الطفل عثمان مع والديه في فيلا بحي راق اسمه «المنظر الجميل» وهي فيلا معروضة للبيع، تتسع حديقتها للحيوانات التي يربيها عثمان من كلاب وقطط ودجاج وكتاكيت وعنزة لا تفارقه. عثمان، هذا الطفل الذي أطلق عليه البعض لقب «الطفل المعجزة»، بهي الطلعة، محبوب ويملك ذكاء لافتا يظهر من خلال تدخله المتكرر لتصحيح العديد من المعلومات لوالديه. كثير الحركة ويحدث زائريه بشغب لذيذ. إنه كتلة من طاقة متقدة، يقظ ونبيه. حين تسأله عن أحلامه لا يجيب مثل كل الأطفال في سنه الذين يحبون اقتناء أجهزة إلكترونية وهاتف محمول مزود بآلة تصوير وأشياء أخرى. إنه يحلق في أحلامه بأجنحة غرائبية باتجاه المستقبل، ويريد أن يصبح «رئيسا لألمانيا... لكل ألمانيا»، كما يقول بثقة وبراءة طفولية. يعبر عن ذلك بلغة ألمانية سليمة جدا، حسب شهادة مدير المركز الثقافي الألماني في الرباط، وعدد من أساتذة اللغة في معهد «غوته» الألماني، هو لا يكتب بهذه اللغة ولا يعرف قراءتها بل فقط التحدث بها بطلاقة وبلكنة تبهر المختصين. ويقول أحد أساتذة اللغة الألمانية المغاربة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الطفل «يتحدث الألمانية أحسن مني».

حين تسأل عثمان كيف تعلم الألمانية، يجيبك «تعلمتها من عند الله». وحين تسأل الأب يجيب «عثمان ولد ونشأ وترعرع في المنزل هذا المنزل، ويتكلم الألمانية منذ عامه الثاني من دون أن يتعلمها أو يعايش المتحدثين بها».

يقول الأب إن أحد أصدقائه يشتغل عاملا مهاجرا في ألمانيا كان أول من انتبه إلى أن عثمان يتكلم الألمانية، فيما تقول والدته إنه كان بالفعل ينطق عبارات ومفردات غريبة لم يسبق له سماعها، وان الوالد والوالدة لم يكونا يفهمان ما يقوله الطفل، وكان ذلك يثير عصبيته وصراخه. ثم بدأ يتقن الحديث بالألمانية، حسب والده، وعمره ثلاث سنوات. وبينما الوالدان يحكيان ذلك، حمل عثمان كتابا بالألمانية، قال إن السفير الألماني أهداه إياه حينما سمعه يتحدث لغة بلاده بطلاقة، وتفاجأ السفير أكثر عندما قال له عثمان إنه يريد أن يصبح رئيسا لدولة ألمانيا.

بين الحقيقة والخيال، بين اللغز والوضوح، بين رواية وأخرى، يبقى الطفل عثمان ظاهرة مثيرة للتساؤل والاستغراب، ظاهرة لا تصل حد المعجزة، لكن لا يمكن نفي ما لهذا الطفل من موهبة وذكاء لافت يجعله واحدا من أطفال في مثل سنه يتكلمون هم أيضا لغات أخرى. فالتاريخ يعج بأمثلة من أطفال حفظوا القرآن الكريم كله في سن مبكرة، أو تفوقوا في ميادين أخرى مثل الموسيقي «موزارت»، أو ذاك الطفل الذي لا يتجاوز 14 سنة، وتمكن في أيام قليلة من أن يستوعب العديد من المراجع الطبية المختصة ليحاضر أمام طلبة الطب حول هشاشة العظام.