تزاوج الكتب والإنترنت يسهل البحث عن المعلومات في بطونها

فهرس إلكتروني لملايين المطبوعات في المكتبات

TT

يبدو مدهشا ان يتبارى فنتون سيرف «أحد الآباء المؤسسين» للانترنت، في دفاعه عن الكتاب المطبوع. وهذا الخبير في الكومبيوتر الذي كان من اوائل رواد الالكترونيات، يترأس حاليا هيئة عمل بوابة «غوغل» الانترنتية، عاشق للكتب إذ تضم مكتبة بيته، في مدينة ماكلين، مجموعة من 10 آلاف كتاب.

ويشغل سيرف نفسه هذه الايام بالترويج لخطة «غوغل» لمواءمة او تزاوج هوايتيه المفضلتين: الانترنت والكتاب! وتقضي الخطة بتحويل ملايين الكتب المطبوعة، بالحبر على الورق، الموجودة في المكتبات، الى كتب الكترونية تختزن بالطرق الرقمية. وزارني سيرف اخيرا في مكتبي حيث شرح امامي تفاصيل خطته المثيرة للجدل وتأثيراتها القوية على الآلاف من عشاق الكتب.

وتحدث سيرف عن مجموعة كتبه وعن المعارف المحدودة التي تحتويها الكتب، وهو الأمر الذي دفعني الى التفكير حول تغير عادات القراءة في المستقبل عندما تتحول المكتبات المستقرة الى عالم ديناميكي مليء بالحركة يشمل كل تلك المعلومات التي يمكن تصنيفها ورصدها بسرعة.

يقول سيرف: «المكتبات ليست مواقع يمكن التجول او «الملاحة» فيها بسهولة» ويضيف: «فكر مثلا للحظة قصيرة بمشكلة صغيرة مثل موت شجرة. اولاً انك لا تتذكر عنوان الكتاب الذي قرأت فيه شيئا عنها، وثانيا ستجد صعوبة في تقليب صفحات الكتاب، حتى إن وجدته. ولذلك تتمنى ان تحصل على نصوص الكتاب الكترونيا لتسهيل تصفحه».

وهذا هو هدف مشروع مكتبة «غوغل» الذي يتضمن وضع كاتالوج ضخم ببطاقات الكترونية يساعد الجمهور على العثور على معلومات توجد في بطون الكتب، على غرار العثور على المعلومات عبر بوابة «غوغل» الانترنتية.

وكانت «غوغل» قد اعلنت انها ستضع فهارس لنصوص سبعة ملايين كتاب من جامعة ميشيغان الاميركية اضافة الى ملايين الكتب من جامعات هارفارد وستانفورد الاميركية واوكسفورد في بريطانيا اضافة الى مكتبة نيويورك العامة. وتماثل فكرة هذه العملية عملية البحث عن الكتب في موقع «امازون. كوم» الشهير على الانترنت، الذي يحتوي على أداة «البحث في داخل نصوص الكتب». ولن يتيح ذلك لزوار موقع «غوغل» http://books.google.com رؤية نماذج من صفحات الكتب فحسب ، بل وايضا البحث عن النصوص داخلها.

ولا تعمل «غوغل» وحدها في هذا الاتجاه، اذ توحّد بوابة «ياهو» وشركة «مايكروسوفت» وعدد من الشركات الكبرى على الانترنت، جهودها في مجموعة «اوبن كوتنت ألاينس» (ائتلاف المحتوى المفتوح) الذي لا يخطط لتحويل نصوص الكتب فحسب، بل ومختلف انواع وسائط الاعلام الاخرى الى ملفات رقمية، وجعلها في متناول متصفحي الانترنت.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»