لعبة الغولف.. تصل إلى الفضاء

في أول ضربة رياضية كونية

TT

في «ضربة رياضية» ستهز تايغر وود، لاعب كرة الغولف العالمي الذي تحمل ضربته الكرة الى مسافة 350 ياردة، (الياردة نحو 90 سم)، وربما تجعله يشرع في البكاء والنحيب، يعتزم لاعب ناشئ، هو رائد الفضاء الروسي ميخائيل تايورين، توجيه ضربة الى كرة غولف فضائية تحملها لمسافة ملياري ياردة! وبخلاف ألان شيفرد، رائد الفضاء الاميركي الذي جرب حظه في ضربتين لكرة الغولف على سطح القمر عام 1971، سيضرب تايورين الكرة نحو مدار حول الارض بصولجان خاص مغطى بالذهب يربط بمنصة في محطة الفضاء الدولية، التي تحلق على ارتفاع 250 ميلا (الميل 1.61 كلم) فوق سطح الارض.

ولأنه لا توجد أي حفرة قريبة، فإن من باب الهزل القول بأن هناك احتمالا وهميا في أن تقع الكرة في «ثقب أسود» مثلا! وفي النتيجة فإنها ستدور حول الارض لأربع سنوات تقريبا بسرعة خمسة اميال في الثانية قبل ان تدخل الغلاف الجوي للارض وتحترق فيه.

ويبدو ان خبراء الفضاء الاميركيين الذين يراقبون محطة الفضاء من مقرهم في هيوستن قلقون من مشروع اللعبة الروسي ـ الكندي المشترك، ويتخوفون من احتمال اصطدام كرة الغولف الفضائية هذه مع الاقمار الصناعية.

إلا ان ناتاليا هيرن، المديرة التنفيذية لشركة «إليمنت 21» الكندية التي تنتج معدات الغولف في تورونتو التي ترعى الحدث، أكدت بقوة انه لا توجد أي ممانعة من وكالة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا). ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» عنها، ان «كل الرجال العاملين في الوكالة الفضائية يلعبون الغولف، ولذلك فإن اللعبة الفضائية قريبة من اهتماماتهم».

وتنتج الشركة الكندية انواعا من مضرب الغولف تصنع من مادة «سكانديوم»، وهو خليط معدني نادر يوجد في تركيب الاجزاء التي صممها الروس في محطة الفضاء الدولية. وقد دفعت مبالغ مالية الى وكالة الفضاء الروسية لم يكشف النقاب عن قيمتها، مقابل شراء حقوق الاعلان والترويج لهذا الحدث الفضائي الرياضي.

وكان علماء روس قد أجروا دراسات معمقة على جدوى إجراء هذه اللعبة في الفضاء، قبل أن يعطوا موافقتهم على المشروع المشترك. وكانت اهم عقبة امامهم لتحقيق ضربة مؤكدة لكرة الغولف، تتمثل في امكانية تثبيتها في ظروف انعدام الجاذبية، كي لا يخطئ الرائد تايورين في ضربته.

وقالت هيرن ان «المضرب ينبغي ان يكون خاصا لانك لا تستطيع ان تجلب أي شيء معك الى الفضاء». وقد صممت الشركة جرابا خاصا «يشابه زنبركا داخل مخروط»، سيكون مربوطا بمحطة الفضاء الدولية. اما الكرة التي تزن 35 غراما فستحتوي على مرسلة للاشارات اللاسلكية تتيح للعلماء التعرف على مسارها.

وكانت مخاوف العلماء قد انصبت في البداية على احتمال ان تؤدي ضربة كرة الغولف الى انقسامها او التصاق جزء منها بالمحطة، الأمر الذي يؤدي الى إحداث أضرار فيها. وكان تايورين، البالغ من العمر 46 عاما، قد تدرب على عمليات ضرب كرة الغولف تحت أعماق المياه وفي ظروف انعدام الجاذبية داخل قمرة طائرة روسية.

وتتوقع هيرن أن يضرب الرائد ضربته العملاقة يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.