لبنان يدمر.. وطوق سياسي يشتد على حزب الله

نصر الله: لدينا أصدقاء سيساعدوننا في إعادة الإعمار بدون شروط.. وشيراك يؤكد: لا وجود لدولة لا تسيطر على أراضيها > جنبلاط: حرب لبنان «إيرانية»

TT

فيما قالت الحكومة اللبنانية، أمس، انها تلقت شرطين اسرائيليين لوقف الغارات على لبنان، هما اطلاق الجنديين الاسيرين وانسحاب مقاتلي «حزب الله» الى ما بعد نهر الليطاني, دعا بيان أصدره قادة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى في اجتماعهم، امس، في بطرسبورغ، إلى وقف لإطلاق النار في لبنان, محملين من اسموهم بالمتطرفين في المنطقة مسؤولية التصعيد.

وبدوره طلب الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، في مؤتمر صحافي عقده في سان بطرسبورغ بمناسبة قمة مجموعة الثمانية «نزع سلاح كل الميليشيات» في لبنان «في أسرع وقت ممكن»، معتبرا أن «من الأهمية بمكان» ان يتركز الضغط الدولي على التطبيق الكامل للقرار الدولي 1559, وقال شيراك موجها كلامه الى اللبنانيين «يجب ان يدرك اللبنانيون انه ليست هناك دولة يمكن ان توجد او تبقى اذ لم تسيطر على اراضيها». وفي اشتداد للخناق السياسي على حزب الله والذي ظهر في بيان قمة الثماني وتصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش وعدد من المسؤولين الدوليين, قال شيراك دون ان يسمي حزب الله «ان اي جماعة تتحدى الحكومة المركزية في بيروت يجب ان ترى على انها عامل تقويض للاستقرار والاخلال بالامن». وكان رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، قد قال امس إنه قد يتم التوصل الى وقف لإطلاق النار «خلال 24 ساعة». غير أن الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، «بشر» اسرائيل التي اختارت «الحرب المفتوحة» بـ«الهزيمة»، ووعد بأن «حزب الله» سيلجأ «الى كل وسيلة» تمكنه من الدفاع، وذلك في رسالة بالصوت والصورة بعد ساعات من إعلان القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي انه أصيب في القصف على الضاحية. وقال نصر الله، في اشارة الى إمكانات «حزب الله» العسكرية «لدينا الكثير الكثير وما زلنا في البداية». وحول الدمار الذي حل بلبنان قال نصر الله «لدينا اصدقاء سيساعدوننا لاعادة الاعمار دون شروط سياسية». وكان الأمين العام للحزب قد قال في كلمته المتلفزة امس «تعمدنا تحييد المصانع البتروكيماوية في حيفا، وهي تحت مرمى صواريخنا، حرصا على ان يكون سلاحنا سلاح ردع لا انتقام»، مضيفا «هذا التحييد لا يعني أننا سنبقى في هذا الموقع».

الى ذلك, قال الزعيم اللبناني وليد جنبلاط في اتصال هاتفي مع قناة «العربية» الفضائية في دبي أمس ان لبنان اصبح «ساحة معركة» لصراع اميركي ـ ايراني والحرب التي يشهدها حاليا «ايرانية». وتابع ان «الحرب لم تعد لبنانية... هي حرب ايرانية». واضاف جنبلاط ان «ايران تقول لاميركا (تريدون محاربتي في الخليج وتدمير برنامجي النووي سوف نصيبكم في عقر داركم في اسرائيل)... ساحة المعركة لبنان». ومن جانبها حذرت سورية امس، على لسان وزير إعلامها محسن بلال، من أن أي هجوم اسرائيلي على أراضيها سيقابل «برد سوري حازم ومباشر لا حدود له لا بالزمن ولا بالأساليب».

وفيما تواصل الدمار في لبنان ووصلت تكلفته 100 مليون دولار في اليوم، ذكرت المصادر الاسرائيلية أن ثمانية اسرائيليين قتلوا امس في حيفا جراء القصف الصاروخي الذي تعرضت اليه.

وحتى الان قتل أكثر من 116 لبنانياوجرح حوالي 316 خلال أكثر من 220 هجوما.