الشباك الأوروبية المربحة تؤدي لاختفاء أسماك التونة من البحر المتوسط

ذات الزعانف الزرقاء تتعرض لأزمة

TT

نادرا ما تشاهد اليوم هذه السمكة الضخمة المفترسة. لقد اقتربت اسماك التونة في البحر المتوسط من الاختفاء، طبقا لتقرير لمنظمة الحياة البرية في اوروبا، حيث انخفضت كميات التونة التي تصطاد بنسبة 80 في المائة.

ويوضح سايمون كريبس، مدير البرنامج البحري العالمي التابع لصندوق الحياة البرية العالمي، «لقد تعدى الامر مرحلة الانذار. اننا نشاهد انهيارا كاملا لأسراب التونة. ويمكن ان تختفي ولا تظهر مرة اخرى». ويطالب الصندوق من الاتحاد الاوروبي بفرض حظر فوري على صيد التونة الى حين عقد اجتماع للجنة الدولية التي تنظم صيد التونة، في دوبروفنيك في كرواتيا في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل.

وتجدر الاشارة الى ان كميات كبيرة من الاسماك في البحر المتوسط والبحار المتفرعة منه مثل البحر الادرياتيكي، قد انخفضت بمعدلات كبيرة في العقد الماضي بسبب التلوث والصيد المكثف، طبقا لتقرير منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة.إلا ان التونة ذات الزعانف الزرقاء هي التي تتعرض لأزمة، بسبب الشبكات الاوروبية الجديدة والمربحة للصيد ومزارع الاسماك التي ترسل هذا النوع من التونة الى اسواق السوشي والساشيمي في اليابان.

فمع وصول سعر رطل التونة في طوكيو الى 15 دولارا، فإن قوارب الصيد الاوروبية تصطاد التونة بطريقة غير قانونية وتتعدى الحصص الدولية التي تهدف الي حمايتها، طبقا لما ذكره الصيادون. ومما يعقد الامر هو مزارع تسمين التونة في كرواتيا واسبانيا وتركيا وغيرها من دول البحر المتوسط.

فحتى اسماك التونة الصغيرة، التي يتم اصطيادها في بعض الاماكن التي توجد فيها أسراب التونة في البحر المتوسط او من الاطلنطي، تنقل الي اقفاص هائلة تحت سطح البحر تنتشر على سواحل كرواتيا، حيث يتم تغذيتها لعدة شهور او سنوات ثم تباع في الاسواق.

ونتيجة لذلك، وبالرغم من ندرة اسماك التونة في مياه كرواتيا وفي المطاعم ايضا، فإن التونة هي واحدة من اكثر صادرات البلاد نجاحا. ويتم تربية مائة في المائة من اسماك التونة التي تباع في كرواتيا في مزارع الاسماك.