اقتصاد شبه الجزيرة الكورية يعتمد على غوص نسائها في أعماق البحر

بسبب قوة المرأة وسهولة انقياد رجالها

TT

تعد قرية مارادو الخالية من الأشجار، والتي تقع في اقصى نقطة شمال شبه الجزيرة الكورية، معلما مشهورا على مدى فترة طويلة، بسبب قوة نسائها وسهولة انقياد رجالها. النساء في هذه الجزيرة صاحبات قبضة قوية على الاقتصاد، إذ هن اللائي يوفرن لقمة العيش للاسرة من خلال الدخل الذي يحصلن عليه من الغوص في أعماق البحر للحصول على الصدف والمحار وبيعه في الجزيرة الرئيسية (تشيجو). الرجال في السابق لم يعتادوا على الغوص وكان نشاطهم في الصيد محدودا بسبب البحر الهائج، كما انهم لم يستطيعوا العمل في المزرعة بسبب تغطية سطح هذه الجزيرة الصغيرة بالمياه نتيجة اصطدام الامواج بالجروف. الرجال يبقون في المنازل للطبخ ورعاية الأطفال، ويفضل بعضهم قضاء بعض الوقت في محال المراهنات او المقاهي وعدم القيام بأي عمل. إلا ان التغيير هنا وصل حتى الى هذا الركن الاقصى، وعلى وجه التحديد قبل حوالي 14 عاما عندما جرى ربط مارادو بجزيرة تشيجو لأول مرة من خلال رحلات القوارب وبدأ توافد السياح والمستوطنين وظهرت المطاعم الصينية والوظائف للرجال الذين لم يكونوا يزاولون أي أعمال في السابق. قبل ربط مارادو بالقوارب كانت طرقها ترابية وكان التيار الكهربائي غير منتظم، ولم تكن مربوطة بالعالم الخارجي إلا من خلال القوارب الصغيرة لسكان الجزيرة. وبازدياد عدد السكان من 63 الى ما يزيد على 100 شخص ازدادت الثقة لدى رجال مارادو. ويقول تشي هان بونغ، 49 سنة، انه قبل ربط الجزيرة بالقوارب على نحو منتظم كانت سيطرة النساء على الاوضاع المعيشية تقدر بحوالي 60 بالمائة، مقابل 40 بالمائة للرجال. ويحصل تشي هان بونغ ما يعادل ثلاثة دولارات لقاء جولة في الجزيرة على متن عربة خصصها هذا الغرض، ويقول انه بوسعهم الآن القول ان نسبة سيطرة الرجال على الاوضاع المعيشية في الجزيرة 70 بالمائة. شأن بقية النساء في المناطق الساحلية في دول شرق آسيا، تقضي نساء هذه الجزيرة ايامهن في الغوص في البحر بدون استخدام اجهزة تنفس ويعتمدن فقط على كتم الأنفاس لعدة دقائق وهن يمشطن قاع البحر بحثا على