تراجع الجليد فوق القمم يؤدي لانكماش أنهار واختفاء خزانات المياه

العلماء يدقون ناقوس الخطر

TT

بدأت الأنهر الجليدية التي تغطي قمم جبال الانديز والألب والهيمالايا في الانكماش، حيث تختفي معها خزانات ضخمة من المياه تساهم في نمو النباتات وتوليد الكهرباء واستمرار الحياة في المدن والمناطق الريفية.

وقد اضطرت مدينة كوزكو التي يقطنها 400 ألف نسمة إلى تقنين استخدام المياه بين الحين والآخر، كما بدأت في سحب مياه من نهر يبعد 15 ميلا لاستخدامها للشرب. وفي العاصمة ليما، حث المهندسون الحكومات المتعاقبة على حفر نفق عبر الانديز واقامة بحيرات ضخمة لضمان استمرار حصول سكان العاصمة التي يقطنها 8 ملايين نسمة على المياه. كما تواجه العديد من المدن في الصين والهند ونيبال وبوليفيا نقصا حادا في مياه الشرب مع تراجع الأنهر الجليدية.

ويوضح لوين تومسون وهو واحد من اول العلماء الذي دقوا ناقوس الخطر «يمكنك تخيل الأنهر الجليدية باعتبارها حسابا مصرفيا تم تجميعه منذ آلاف السنين. اذا سحبت منه أكثر مما تضيف إليه فستفلس».

ويقول تقرير لصندوق الحياة البرية عن أن ذوبان الأنهر الجليدية في الهيمالايا التي تمد 7 أنهر بالمياه ستؤدي لـ«مشاكل بيئية خطيرة للناس في غرب الصين ونيبال وشمال الهند».

ويقر تيم بارنيت وهو عالم مناخي يعمل في معهد SCRIPPS لعلوم المحيطات في سان دييغو بولاية كاليفورنيا «عواقب ذلك مخيفة للغاية. فعندما تختفي الأنهر الجليدية ستختفي للأبد. ماذا ستفعل مدينة مثل ليما؟ في شمال الصين يعتمد 300 مليون شخص على ذوبان الثلوج للحصول على المياه. لا توجد وسيلة لإحلاله الا في العصر الجليدي القادم».

وفي ليما يصل عدد الأشخاص الذين ليست لديهم امدادات مياه بمليونين من بين سكان العاصمة البالغ عددهم 8 ملايين نسمة، ويشترون المياه بسعر يبلغ 30 مرة للغالون الواحد بالنسبة لما يدفعه السكان الذين تصلهم امدادات المياه.

وقد نظم هؤلاء السكان انفسهم لمطالبة الحكومة التي يتهمونها بالفساد بإمدادهم بمياه الشرب. وليس لديهم أي شك في من سيعاني، اذا ما تسبب ذوبان الانهر الجليدية في تعميق مشاكل المياه في العاصمة.

ويقول ادولفو بنيا وهو مندوب في حركة سياسية محلية، (بيروفيون بلا مياه) «الفقراء سيعانون. أولادنا سيعانون. ليما مقامة وسط صحراء، وخلال عشرين سنة لن تكون هناك مياه».