عملية بعلبك استهدفت خطف نصر الله.. وتأجيل جديد لبحث القوة الدولية

سعود الفيصل: الجميع في حيرة من الموقف الأميركي * مصر لا تستبعد توسيع الهجوم إلى سورية * «حزب الله» يعلن إطلاق 200 صاروخ ويبلغ أبعد مدى حتى الآن * الأردن لن يشارك في القوة الدولية * العطري: سورية تضع كل إمكاناتها إلى جانب لبنان

TT

في وقت واصلت فيه اسرائيل توغلها البري على اربعة محاور في عمق الجنوب اللبناني وسط مقاومة قوات «حزب الله» الذي رد بإطلاق 200 صاروخ بلغ أحدها 80 كيلومترا في عمق اسرائيل، شهد اليوم الثاني والعشرون للحرب الاسرائيلية على لبنان مراوحة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي. وأعلن الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة جدة ان هناك «مشاورات تجري حاليا لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في لبنان في اقرب وقت ممكن». وأكد ان الاجتماع سيكون «للتعبير عن وقوف الجامعة العربية الى جانب لبنان». وعن موقف الولايات المتحدة من الوضع اللبناني قال «الجميع في حيرة من هذا الموقف ولا نعتقد ان الموقف الذي اتخذته واشنطن يعبر عن السياسات الاصيلة التي ترتكز عليها سياسة الولايات المتحدة» . وتبين أمس ان الغارة الاسرائيلية على بعلبك كانت تستهدف خطف حسن نصرالله. وقد ذكر شهود عيان اتصلت بهم «الشرق الأوسط» ان عملية الانزال الاسرائيلية استهدفت مستشفى «دار الحكمة» في بعلبك، وبلدة «العسيرة» القريبة. وانقض جنود الكوماندوز الاسرائيليون على المستشفى وفتشوه بحثا عمن تردد انه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله او عضو قيادة الحزب الشيخ محمد يزبك بعدما قيل ان الطائرات الاسرائيلية التي لم تغب عن سماء المنطقة رصدت موكباً للحزب اتجه نحو المستشفى.

ولما لم يجد الجنود غايتهم في المستشفى توجهوا نحو بلدة العسيرة القريبة حيث دهموا منزلاً على أطرافها واحتجزوا عدداً من سكان المنطقة كانوا يلعبون «الليخة» ـ وهي احدى العاب الورق الشائعة في المنطقة. وقال مسؤول في الحزب ان الاسرائيليين اعتقلوا مواطنا لبنانيا اسمه «حسن نصر الله» بعدما اقتحموا منزله. ويمتلك هذا المواطن, وهو غير حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله, متجراً صغيراً لبيع ذخيرة الصيد في مدينة بعلبك ومحلاً صغيراً للسمانة في بلدة العسيرة. وخطفه الاسرائيليون مع نجله بلال (عامل بناء) وتركوا نجله الثاني محمد. كما خطفوا بقية لاعبي الورق: حسن البرجي، وهو عامل بناء ايضاً، ومحمد شكر (من بلدة النبي شيت القريبة من بعلبك) وصهر نصر الله، احمد العوطة (وهو عامل بلاط).

وفشل مجلس الامن مجددا في تحديد وقت لمناقشة نشر القوة الدولية التي كان من المقرر ان تبحث اليوم . واعلن الاردن انه لن يشارك في اي قوة دولية تنشر في لبنان.

وعلى صعيد المعارك بعد ساعات من اعلان قادة الجيش والحكومة الاسرائيلية أمس ان حزب الله تلقى ضربات قاصمة من اسرائيل شلت حركته لدرجة أنه لم يعد ليقصف المناطق الاسرائيلية في العمق، أطلق حزب الله دفعات متلاحقة من هذه الصواريخ بلغ عددها نحو المائتين وصلت ليس فقط الى حيفا والى ما بعد حيفا (العفولة)، بل وصلت الى «ما بعد حيفا،» حيث أصابت مدينة بيسان، الواقعة على ما يزيد من 80 كيلومترا من الحدود اللبنانية. واتضح ان صاروخا متطورا عن صاروخ «فجر 5»، هو الذي اطلق على بيسان وهو بقطر 302 ملمتر ويحمل 100 كيلوغرام من المتفجرات ويصل مداه الى 80 كيلومترا.

الى ذلك أعلن وزير القضاء الاسرائيلي، حاييم رامون، المقرب من رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ان هناك «فسحة زمنية واسعة» أعطيت لإسرائيل من أجل مواصلة عملياتها الحربية على لبنان التي ستستمر على الأقل إلى نهاية الأسبوع المقبل. وخلال هذه الفترة، قال رامون، ستواصل اسرائيل عملياتها الحربية، من الجو ومن البحر ومن البر ولن يقتصر نشاطها على الجنوب اللبناني بل ستواصل العمل في المناطق ما بعد نهر الليطاني.

من جهته عبر وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط امس عن المخاوف من احتمال توسيع نطاق الحرب لتشمل سورية . وفي هذا السياق تحدث امس السفير السوري في واشنطن، عادل مصطفى، عن توقعه بان تهاجم اسرائيل سورية «في أي وقت». وقال ان سورية اعلنت التعبئة لهذا السبب.