الطلبة العرب في البلقان: الحلم لا يكلف شيئا.. والعودة للوطن مقبرة

قصص نجاح وفشل

TT

أغلب الطلبة العرب الذين درسوا في جامعات البلقان من الدول التي كانت مقربة من المعسكر الاشتراكي، مثل سورية، وفلسطين، والعراق، والجزائر، وليبيا، والسودان، وقل ما يعثر المرء على طلبة من تونس أو مصر أو المغرب أو دول الخليج، حيث كانت العلاقات بين الدول أو الكتل تساهم في إقدام مواطنيها من الطلبة على مواصلة دراستهم في هذا البلد أو ذاك. كانت الحياة ممتازة وفق روايات الطلبة الذين عاصروا فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات. لقد أثرت الحرب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة على الطلبة العرب والخريجين منهم على حد سواء، فالخريجون إما رضوا بالعمل بدون راتب أو تركوا البلاد.

وقد تمكنت «الشرق الأوسط» من الالتقاء بعدد من العرب الذين يمثلون الصنفين لتلقي بعض الضوء على جوانب من حياتهم في منطقة البلقان، من الناجحين والفاشلين على حد سواء. ومن الطلبة العرب الذين انقطعت بهم السبل وفشلوا في دراساتهم، من توجه إلى التمثيل، ولعب ادوارا كوميدية تجعل المتفرجين يسخرون من غباوته، مثل عادل ابوراس الذي يتقمص دور، أنتي، في برنامج فكاهي كرواتي، فعادل أبو راس فشل في دراسته، لكن زواجه من كرواتية أعاده للحياة الاجتماعية من باب التمثيل حيث توسطت له للعمل مع فرقة تمثيل، وأصبح عادل حتى وهو في الشارع يلقب بـ«أنتي» وقد ظن أن لا أحد من العرب قد علم بما يقوم به، وعندما سأله أحدهم عن ذلك، بدا الغضب على وجهه «إذا قلت لأحد بأني أقوم بالتمثيل وبأنهم ينادونني بأنتي فسوف أخرجك من هذه البلاد». ورغم أن عادل ابو راس قد عمل مع مؤسسة خيرية إلا إنه ظل يعمل في التمثيل، حيث أغلقت المؤسسة وبقي عادل «أنتي». صورة أخرى يمثلها تونسي يدعى علي، يوجز مشكلته بعبارة بالغة «الحلم لا يكلف شيئا ولكن السفر شاق والعودة مقبرة».