قيود حديدية مثبتة بالأرض لتقييد أسرى «القاعدة» في غرف استجواب سرية

«الشرق الأوسط» داخل سجن غوانتانامو

TT

رغم نفي المسؤولين في معسكر غوانتانامو استخدام وسائل التعذيب لانتزاع المعلومات من اسرى «القاعدة» وطالبان، إلا ان غرف الاستجواب السرية الخشبية الكئيبة الماثلة على أطراف معسكر أشعة إكس، كانت ولا تزال توحي بصحة كثير من الروايات التي خرجت من ذلك المعسكر.

«الشرق الأوسط» زارت الاسبوع الماضي غرف الاستجواب السرية في المعسكر الخامس المكيفة الهواء، والمخصصة زنازينه لقادة «القاعدة» وتجولت في المحكمة العسكرية التي تراجع ملفات السجناء سنويا. وفسر السرجنت فنسنت اوليفر، المسؤول الاعلامي في غوانتانامو، الذي رافق «الشرق الأوسط» في جولة داخل معسكر اشعة اكس، عملية نقل السجناء على عربات خشبية يجرها الحراس من الزنزانات الى غرف الاستجواب، بأنها أيسر كثيرا من مشيهم تحت حراسة مشددة، موضحا ان الجنود كانوا يدفعونهم بخطى بطيئة ورؤوسهم مطأطأة الى الارض، مشيرا الى ان الاغلبية من هؤلاء المساجين كانوا يرفضون الذهاب الى غرف الاستجواب.

وكل كابينة من غرف الاستجواب السرية في معسكر اشعة اكس الذي اغلق بعد اربعة شهور من استخدامه عام 2002، كانت مقسمة الى غرفتين تفصل بينهما ردهة صغيرة مخصصة لجلوس الحراس والمترجمين بعد ان يتم تسليم الاسير الى المحققين وعملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية («سي آي إيه). أما اليوم، فإن السجناء ينقلون من الزنزانات في معسكر دلتا الى المستشفى القريب او الى المحكمة او الى غرف الاستجواب في عربة كهربائية صغيرة اشبه بالتي تستخدم في ملاعب الغولف، وتكون يدا الأسير وقدماه مقيدة بسلاسل لا يستطيع الفكاك منها، وتحت حراسة جنديين شديدين من الجيش الاميركي.

ويؤكد المسؤولون عن المعسكر الذين التقتهم «الشرق الأوسط»؛ ومنهم الميجور جنرال ادوارد لي كوك، نائب قائد قوة المهام المشتركة في غوانتانامو، ان المعلومات التي لم تتوقف حتى اليوم والتي تم الحصول عليها من الاسرى ساعدت على احباط هجمات ارهابية في العراق وافغانستان وايطاليا وعلى كشف عمليات تجنيد لأصوليين في اوروبا. وشاهدت «الشرق الأوسط» الحراس في المعسكر الخامس الذي يحتجز فيه قادة «القاعدة»، وكان قد افتتح في مايو (ايار) عام 2004 وهم يرتدون صديريات واقية تحت ملابسهم خلال نوبات العمل في مناخ استوائي خانق وتحت درجات حرارة عالية خوفا من تعرضهم للطعن بأسلحة حادة من السجناء. ويحتجز في المعسكر الخامس الذي توجد فيه غرف الاستجواب، مدربون على الارهاب وصانعو قنابل ومجنِدون لارهابيين ومسّهلون لعمليات الارهاب وممولون لها وحراس أسامة بن لادن ومتطرفون مستعدون لعمليات انتحارية. وداخل غرفة الاستجواب بالمعسكر الخامس، والتي توجد على يمين العنبر الرئيسي، الذي اصطفت على جانبيه زنازين الاحتجاز، ثلاجة صغيرة تحتوي على مشروبات مرطبة ودورة مياه وأكواب بلاستيكية، وإبريقان؛ أحدهما للشاي وآخر للقهوة الساخنة واربعة كراسي جلدية فخمة؛ ثلاثة منها للمحققين، وكرسي رابع للأسير، وتوجد اسفل الكرسي سلسلة حديدية مثبتة في الارض لتقييد رجلي الأسير خلال ساعات الاستجواب خوفا من انقضاضه على عملاء «سي آي إيه»، بالاضافة الى كاميرتين مثبتتين في سقف غرفة الاستجواب مرتبطتين بمركز التحكم الإلكتروني وسط المعسكر الخامس.