باريس وواشنطن تتفقان على «مثلث» للحل.. وبيروت ترد: لم تتفقوا معنا

السعودية: إنهاء الأزمة يقتضي موقفا عربيا موحدا > القصف الإسرائيلي دمر 145 جسرا و6800 وحدة سكنية > الوقود يكفي المستشفيات أسبوعاً واحداً

TT

* المشروع ينص على وقف القتال ويعطي إسرائيل حق الرد.. وحظر دولي عسكري على تصدير السلاح للبنان إلا ما تأذن به الحكومة

* اتفقت فرنسا واميركا بعد مفاوضات ماراثونية على مشروع قرار لمجلس الأمن يهدف لإنهاء التصعيد العسكري في الشرق الاوسط الذي دخل اسبوعه الثالث. ويدعو مشروع القرار المؤمل ان يقره مجلس الأمن غدا او بعد غد، الى وقف القتال بين اسرائيل ومقاتلي «حزب الله» كخطوة اولى نحو تسوية سياسية للصراع، بدون الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، وبدون دعوة اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية، كما ان مشروع القرار يسمح لإسرائيل بالرد عسكريا على أية هجمات تتعرض لها. كما ينص مشروع القرار على فرض حظر دولي عسكري على تصدير السلاح والمواد ذات الصلة به إلى لبنان باستثناء ما تأذن به الحكومة اللبنانية. ويدعو المشروع لإنشاء منطقة عازلة من الخط الأزرق حتى منطقة نهر الليطاني خالية من المقاتلين والأسلحة باستثناء القوات اللبنانية وقوات أمن دولية يتم نشرها بتفويض من الأمم المتحدة. ويجدد النص الذي هو بمثابة «مثلث» لحل الأزمة، دعم مجلس الأمن «الحازم للاحترام الكامل للخط الازرق»، الذي رسمته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود بين اسرائيل ولبنان. ويدعو المجلس في مشروع القرار اسرائيل ولبنان الى «دعم وقف اطلاق نار دائم وحل دائم» يستند الى عدة مبادئ بينها «الاحترام الكامل من الجميع لسيادة لبنان واسرائيل وسلامة أراضيهما» و«ترسيم حدود لبنان لاسيما في القطاعات المتنازع عليها او غير المؤكدة، بما فيها مزارع شبعا»، وذلك كخطوة ثانية، ونشر قوة دولية في لبنان شرط ان توافق اسرائيل ولبنان «مبدئيا، على مبادئ وعناصر حل دائم»، كخطوة ثالثة. وفيما رحبت اسرائيل بالقرار، ووصفه وزير السياحة الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ بأنه «مهم جدا لأن المشروع يظهر اننا ندخل في مرحلة الدبلوماسية»، لم يبد «حزب الله» تحمسا كبيرا للقرار، إذ اكد وزير الطاقة اللبناني محمد فنيش، احد وزراء «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، أن الحزب يرفض اي وقف لإطلاق النار مع وجود القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان. وقال فنيش للصحافيين ردا على سؤال عن موقف الحزب من قرار محتمل صدوره عن مجلس الأمن الدولي بوقف النار، ان «حزب الله في موقف الدفاع عن النفس. اذا اوقفت اسرائيل عدوانها نتوقف، شرط ان لا يكون هناك اي جندي اسرائيلي على الاراضي اللبنانية».

ومن ناحيتها، لم ترحب الحكومة اللبنانية رسميا بالقرار الذي صدر خلال مباحثات مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد وولش في بيروت، بل ظهرت خلافات في وجهات النظر بين بيروت وواشنطن. وخرج وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ عن «الكلام الدبلوماسي» وقال لـ«الشرق الاوسط»: «ان مشروع القرار الفرنسي الاميركي غير مقبول»، مشدداً على ان لبنان لن يقبل بأن يفرض عليه اي قرار لا توافق عليه الحكومة اللبنانية، محذراً من «ان التأخر في استصدار قرار بوقف النار من شأنه تدمير لبنان وتحويله الى ارض محروقة لبناء الشرق الاوسط الجديد». وأكدت مصادر مقربة من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لـ «الشرق الأوسط» وجود «تباين في وجهات النظر» مع المسؤول الاميركي. وقالت ان الفرنسيين والاميركيين ربما كانوا قد اتفقوا على مشروع قرار في ما بينهم، لكنهم لم يتفقوا مع الحكومة اللبنانية. وفي واشنطن، قال الرئيس الاميركي جورج بوش انه «سعيد» بمشروع القرار، لكن ليس لديه اوهام بشأن فرص التوصل بسهولة الى وقف للقتال. وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين، ان بوش «سعيد بذلك. انه يقر تماما» مشروع القرار، مشيرا الى ان واشنطن تتوقع ان يصوت مجلس الأمن على القرار «الاثنين او الثلاثاء».

الى ذلك, أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، أمس، مواقف السعودية المستمرة لدعم لبنان والشرعية اللبنانية، وأن المشكل اللبناني هو جزء لا يتجزأ من الموقف العربي العام، وان إنهاء الأزمة الحالية والتصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان وشعبه يقتضي موقفا عربيا واضحا وقويا وموحدا.

وحتى الان، دمر القصف الاسرائيلي 145 جسرا اساسيا وفرعيا و6800 وحدة سكنية في لبنان، وفق أرقام اعلنتها الهيئة العليا للاغاثة (حكومية)، وذلك منذ بدئه في 12 يوليو(تموز) وحتى مساء اول من امس. وعلى الصعيد الانساني، أعلن وزير الصحة اللبناني محمد خليفة، ان مخزون المستشفيات من الوقود الضروري لتشغيلها بالكاد يكفيها لمدة اسبوع بسبب العراقيل التي تضعها اسرائيل بحصارها البحري على لبنان.