قرية تونسية موازنتها نصف مليون دولار لرعاية الأطفال

بعد أن لفظهم المجتمع بسبب مآسٍ اجتماعية

TT

قُمرت (تونس) ـ رويترز: تؤوي قرية قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس نحو 100 طفل وبعض من الشبان ترعرعوا فيها بعد ان لفظهم المجتمع بسبب مآسٍ اجتماعية تتراوح بين الولادة خارج نطاق الزواج وبين وفاة الأبوين وبين انتحار او سجن آخرين. لكل طفل في هذه القرية حكاية وفي كل حكاية دموع سعى أب القرية الروحي (المدير) والأمهات والخالات الى ان يكفكفوها بتوفير رعاية خاصة لكل حالة.

ووزع الأطفال منذ مجيئهم الى القرية على عشرة بيوت؛ وكل بيت يضم قرابة 10 اطفال برعاية أمٍّ وَهَبَتْ كلَّ وقتِها لتربيتهم. ومثل كل بيت، يعيش الاطفال علاقة أخوة قريبة جدا من الأخوة الحقيقية.

وقال مدير القرية، عماد اللبان، «نحن لسنا ملجأ للأيتام.. وهدفنا تعويض العائلة اذا فقدت بسبب او بآخر.. فنحن عائلة بأتمّ معنى الكلمة». وتبلغ موازنة القرية قرابة نصف مليون دولار.

والأمهات في القرية متفرغات كليا طيلة ساعات اليوم، وايام الاسبوع للاهتمام بأطفالهن، ومستواهن التعليمي لا يقل عن البكالوريا ويخضعن لتدريبات طويلة قبل مباشرة هذا «العمل النبيل».

وفي القرية حدائقٌ وروضة للصغار ومراكز إعلامية ونوادٍ للترفيه، إضافة الى نحو 35 مسؤولا يسهرون على الاهتمام بكل من يحتاجهم. وزار القرية عدد من نجوم الفن مثل مُغنِّي البوب مايكل جاكسون، وعدد من الفنانين العرب والرياضيين، اضافة الى رؤساء حكومات عدة بلدان.

ويفتخرُ مدير المركز بأن عددا من أطفال القرية يدرسون بالجامعات؛ وبينهم من هو مهندسٌ، وهو ما اعتبره دليلا على نجاح المساعي التونسية في مجال العناية بالطفولة. ويقول «نحن نشجع أبناءنا على الاختلاط بصفة عادية بباقي الاطفال والشبان في المدرسة والمعهد، لكي يستطيعوا الاندماج في المجتمع بصفة تدريجية بدون الحاجة لتهويل مشاكلهم».

ويستقبل المركز الاطفال بعد تلقي نداء مندوبي الطفولة في تونس الذين يشيرون الى حالات خطرة تستوجب رعاية خاصة بسبب حالاتهم الاجتماعية، التي غالبا ما تتمثل في إنجاب اطفال خارج اطار الزوجية.