القاهرة: مليون مصري ودَّعوا تمثال رمسيس الثاني إلى مقره الجديد

بعد 52 عاما في الميدان الذي حمل اسمه

TT

في العاشرة وخمس واربعين دقيقة من صباح أمس، وصل الفرعون رمسيس الثاني، أشهر ملوك الفراعنة، الى مقره الجديد بأرض المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات، منهيا حالة من الجدل بين الأثريين والمختصين حول جدوى نقل التمثال الآن والمخاطر التي تنطوي عليها عملية النقل. وبكى بعض الحاضرين لحظة تحرك التمثال ثم تابع أكثر من مليون مصري موكب الملك، وهو يشق شوارع القاهرة، ولم تستطع الأعداد الكبيرة من افراد الشرطة في كثير من الأحيان السيطرة على الراغبين في تصوير الملك بهواتفهم الجوالة أو تصوير أبنائهم على مقربة منه.

وفيما بدا ميدان رمسيس، أكبر ميادين العاصمة المصرية، فارغا لأول مرة منذ 52 عاما من تمثاله الشهير، قال فاروق حسني وزير الثقافة المصري في مؤتمر صحافي عالمي امس «ان موكب التمثال نفسه موكب شعبي، وقد آثرنا ألا يكون احتفالا صاخبا، خاصة في الوقت الذي تمر فيه الأمة العربية بظروف صعبة، وتعاطفاً مع أشقائنا العرب في فلسطين ولبنان والعراق وأهلنا في الداخل جراء حادثي القطارات في قليوب وبني سويف، واللذين أسفرا عن عدد من الضحايا الأبرياء».

واحتشد عشرات الآلاف من المواطنين منذ قبيل منتصف ليلة اول من امس في الشوارع وعلى الشرفات وفوق الاسطح وأمام نوافذهم المشرفة على ميدان باب الحديد امام محطة رمسيس بانتظار نقل التمثال الذي منح اسمه للميدان.

واصطف اكثر من 15 الف شخص فوق جسر 6 اكتوبر الذي كان انشاؤه مسؤولا عن تشويه المنظر المهيب للتمثال وسط اكبر ميادين العاصمة المصرية واكثرها ازدحاما، فيما وقف اكثر من 35 الف شخص في محيط الميدان الذي وقف فيه تمثال رمسيس الثاني لأكثر من 52 عاما.

ومعظم المتفرجين الذين كانوا يحملون هواتفهم الجوالة ويصورون اللحظات الاخيرة للتمثال من الاجيال التي ولدت بعد ان استقر تمثال رمسيس في الساحة بقرار من مجلس قيادة الثورة عام 1954.

واستغرقت عملية نقل تمثال الملك الذي حكم مصر اكثر من ستين عاما (1298 – 1235 قبل الميلاد) عشر ساعات. ويعد رمسيس الثاني أبرز ملوك الاسرة التاسعة عشرة وحكم مصر 67 عاما تقريبا بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد. يذكر أن الملك رمسيس الثاني يعد من أعظم ملوك الفراعنة ويلقب «أبو البنائين العظام وسيّدهم». وقد كانت فترة حكمه مليئة بالكثير من الإنجازات والبطولات والغرائب امتدت من شمال مصر الى جنوبها، ولم يأت بها ملك قبله، حيث انفرد رمسيس الثاني دون بقية ملوك مصر القديمة بأعماله وإنجازاته التي بهرت العالم على مر العصور، فهو الملك الوحيد الذي يحتفل به العالم مرتين في العام.