عقاقير تفصل حسب الطلب لعلاج المرضى

دواء ملائم للكل

TT

وظف علماء اميركيون في مستشفى سنت جود لأبحاث الاطفال التقنيات المتطورة لاختبار الجينات بهدف صنع عقاقير دوائية ، تفصّل «وفق مقاس» كل مريض، أي حسب الاحتياجات الخصوصية له.

ورغم ان الكثير من العلماء لا يعترفون بـ«علم الجينات الصيدلي»، فان الدكتورة ماري ريلنغ، 46 عاما، تبشر به اثناء رحلاتها عبر أرجاء البلاد. ويخضع المرضى المصابون بسرطان اللوكيميا (ابيضاض الدم) في مستشفى سانت جود، وبشكل روتيني حاليا، الى اختبارات جينية لتحديد استجاباتهم الذاتية للعقاقير. وتقول ريلنغ «لقد رأينا (ان هذه الاختبارات) تنقذ الأرواح هنا.. وهذا ما جعلني من المؤمنين» بها. وتقول ريلنغ انه عندما يعطى مئات المرضى الدواء، فان «البعض منهم لن يحصل على فوائد منه، والبعض الآخر سيعاني من آثاره الجانبية الشديدة، والبعض الثالث سينال الفوائد، والآثار سوية»، وتضيف أن اختلاف الجينات بين المرضى ربما يكون هو السبب! كيف تختلف طريقة تقديم دواء حسب «المقاس»، اي حسب احتياجات المريض، عن الطريقة الحالية؟ تجيب ريلنغ ان المنطلق ظل حتى الآن هو تقديم «دواء ملائم للكل»، وفي غالب الحالات فان الاطباء يوصون بتناول جرعة متوسطة من الدواء. ثم بعدها، ان ظهر ان المريض يعاني من آثاره الجانبية، حينذاك يتم تقييم الجرعة وتغييرها، اما في طريقة الاختبار الجيني فان بالإمكان وضع وصفة طبية محددة لكل شخص.

هل هناك امراض اخرى يمكن ان تنجح هذه الطريقة في علاجها؟ تجيب الباحثة بان نفس الدواء الذي يعطى لمرضى اللوكيميا يوصف ايضا الى المصابين بمرض كرون المعوي وللمصابين ايضا بمرض التهاب القولون التقرحي، لذلك فان نفس الاختبار الجيني يمكن ان يوظف لتقليل الآثار الجانبية له عند هؤلاء المرضى.