السعودية: دعوة لاستغلال طاقة أمواج البحر لإنتاج الكهرباء

TT

اعلن المهندس عبدالدايم الكحيل ان هناك أكثر من 14 ألف محطة في العالم لتحلية مياه البحر، وهذه المحطات تعتمد طريقتين هما الأكثر شيوعاً اليوم. وتعتمد الطريقة الأولى على الضغط، حيث تتم هذه العملية من خلال إدخال ماء البحر في وحدات خاصة وضغطه بضغوط عالية، وجعل هذا الماء المضغوط يمر عبر غشاء نفوذ للماء فقط، أي أنه يسمح بمرور جزيئات الماء العذب الصغيرة نسبياً، ولا يسمح بمرور جزيئات الملح التي هي أكبر بكثير من جزيئات الماء. ويسمي العلماء هذه الطريقة بالتناضح العكسي Reverse Osmosis. وهنالك طريقة ثانية معتمدة أيضاً وهي طريقة التبخر الحراري، حيث يتم تسخين المياه المالحة وتبخيرها ومن ثم جمع وتكثيف البخار الناتج وتخزينه ومن ثم نقله للمستهلك. ويتم استغلال حرارة البخار الناتج لتشغيل توربينات حرارية بهدف توليد الطاقة الكهربائية. واليوم تعتبر هاتان الطريقتان أساسيتين في تحلية مياه البحر، حيث ان معظم الدول التي تحلّي ماء البحر تعتمد هذه الطريقة. وعلى الرغم من ذلك فإن التكاليف بهاتين الطريقتين مرتفعة نسبياً، بسبب الاستهلاك الكبير في الطاقة الكهربائية لتأمين الضغوط والحرارة اللازمة لإتمام هذه العملية، ولذلك فلا بدّ من البحث عن أساليب وطرق جديدة لتخفيف هذه التكلفة.

وأوضح الكحيل بأن هنالك مصدراً مهماً جداً وهو مصدر واعد للطاقة الكهربائية المستخدمة في تحلية ماء البحر، هذه الطريقة تعتمد على استغلال الطاقة الهائلة التي تحملها أمواج البحر! إن تكلفة تحلية المياه المالحة تتعلق بالتكنولوجيا المستخدمة والصيانة وتكاليف الإنشاء والتشغيل، هذا من جهة، ومن جهة ثانية تتعلق التكلفة بمدى استهلاك الطاقة الكهربائية اللازمة لتغذية وحدات التحلية، وعندما نقوم باستغلال الطاقة الكبيرة المتوافرة في أمواج البحر ونقوم بتغذية وحدات التحلية منها، فإننا نكون بذلك قد خفضنا تكاليف استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة تصل إلى 20 في المائة، وهذه النسبة سوف تزداد مع التمكن من الاستغلال الأمثل لطاقة الأمواج، ويؤكدون أن البحر يحوي طاقة هائلة ومجانية ونظيفة وغير ناضبة. وتشير الدراسات إلى أن موجة واحدة ارتفاعها 15 متراً وزمنها 15 ثانية، سوف تحمل طاقة تقدر بـ 1700 كيلوواط لكل متر مربع من جبهتها. وتأمل معي كم تحمل أمواج البحر من طاقة هائلة لا تنفد. وتتم الاستفادة اليوم في بريطانيا من التيارات تحت سطح البحر والناتجة عن أمواج المدّ. ويعتبر هذا المصدر للطاقة المتجددة من المصادر النظيفة والآمنة. وتستخدم التقنية مراوح تثبت تحت سطح البحر وتدور بسبب تيارات المد، وبالتالي تتحول فيها الطاقة الميكانيكية التي تولدها الأمواج إلى طاقة كهربائية يمكن الاستفادة منها في تغذية وحدات التحلية الموجودة على شاطئ البحر. ويعتقد العلماء أن هذا المصدر أفضل من طاقة الرياح، بسبب انتظام الأمواج وإمكانية دراستها بشكل جيد وتوقع حجمها وطاقتها، مما يتيح تصميماً أفضل للتوربينات المولدة للطاقة الكهربائية.