الوجه الآخر لإيران: إعجاب بالثقافة والسينما الأميركية

70% من الإيرانيين ليس في ذاكرتهم شيء عن الشاه أو رهائن السفارة

TT

شعرت بشيء من الضيق بشأن الذهاب الى ايران، عندما دعاني زميل من الأمم المتحدة الى الانضمام الى مجموعة من الصحافيين من دول مختلفة في رحلة في مايو (أيار) الماضي.

والعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجمهورية ايران الاسلامية مقطوعة منذ 26 عاما، عندما احتجز طلاب في طهران 66 رهينة أميركيين داخل سفارة الولايات المتحدة، وابقوا بعضا منهم لفترة 14 شهرا. ولا توجد سفارة لأي من البلدين في البلد الآخر. وتحذر وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر الى ايران. وما حدث خلال الأسبوعين التاليين أذهلني. ففي كل مكان ذهبت اليه، من شوارع طهران المليئة بالسيارات في الشمال، الى مدينة يزد الصحراوية في وسط ايران، حتى المراكز الثقافية الأنيقة في اصفهان وشيراز، كان يغمرني الدفء، بل وأتجرأ على القول ميل الناس الذين التقيتهم نحو أميركا.

تأملوا للحظة المفارقة في الجملة الأخيرة. فبينما تبدو بقية دول العالم متخذة موقفا سلبيا من الأميركيين، كان الناس في ايران يعبرون الشارع ليصافحوا يد أميركي ويرحبون به.

وفي البداية عندما سألني الايرانيون من أين أنا، كنت أرى انهم يخمنون. ولكن هذه اللعبة سرعان ما كشفت ان تخمينهم لم يكن صحيحا. وبدلا من ذلك كنت ببساطة أقول: أميركي. فتضيء، من ثم، وجوههم. وعلى اية حال فإن الايرانيين معجبون بأميركا: الثقافة والسينما والطعام والموسيقى والمجتمع المنفتح.

وفي محل صغير في السوق باصفهان، على سبيل المثال، كنت انظر الى سجادة بينما كان التاجر الشاب ينظر الي بكسل، ولكن عندما اجبت على سؤاله حول هويتي، استعاد نشاطه مثل طفل يبلغ الثامنة من عمره ويقف عند سيارة تبيع الآيس كريم. وسرعان ما بدأ التعبير عن حبه الحقيقي لما تنتجه هوليوود.

وقال «هل تتفق معي في ان مارلون براندو هو أعظم ممثل في العالم؟».

أجبت، أجل انه كذلك، وكنت أهم بالخروج من المحل، ولكنه أعادني وسحب من تحت منضدته كتابا عن سيرة حياة براندو بالفارسية، وكان يقلب الصفحات برفق، مشيرا الى صور معينة لرجل عظيم، ثم رفع يده في اشارة تدعوني الى عدم المغادرة، وبدأ يجسد جزءا من دور دون كورليون، الذي مثله براندو.

وحسب الإحصائيات الإيرانية الرسمية فإن أعمار 70% من سكان إيران البالغ عددهم 69 مليون نسمة أقل من الثلاثين. وليس في ذاكرتهم أي شيء عن الشاه محمد رضا بهلوي، آخر ملوك إيران؛ أو عن أخذ موظفي السفارة الأميركية رهائن؛ أو إطلاق النار غير المتعمد على طائرة ركاب إيرانية من سفينة حربية أميركية عام 1988. وبالنسبة لي، يبدو أن هناك عددا قليلا من الشبان الإيرانيين راضون عن حكومتهم.