محركات بحث ذكية تفهم اللغة الطبيعية

TT

في عصر تحولت فيه شبكة الانترنت الى ضرورة لا غنى عنها لملايين الافراد من الاختصاصيين والطلاب وعموم الجمهور، لم يعد التقدم الهائل في محركات البحث عن المعلومات والذي جسدته بوابة «غوغل» الشهيرة كافيا، كما لم تعد كافية الإمكانات المتوفرة في تحليل الوثائق الالكترونية المختزنة، والمعالجة الالكترونية السريعة للنصوص والصور والملفات السمعية والبصرية. ولذلك يسعى خبراء تقنية المعلومات الى تطوير محركات بحث تعتمد على نظم الذكاء الصناعي، تتيح لها التعرف بسرعة على الاشياء، وتتعلم مع الزمن، وتراكم معرفتها بالأشياء المطلوبة عند تكرار الاشارات الواردة عنها، وتقترب من فهم اللغة الطبيعية، وتستطيع بالنتيجة «هيكلة المعرفة! وقد ظهرت على مسرح الانترنت اخيرا محركات بحث بإمكانات متقدمة مثل محرك «ميدستوري» Medstory المخصص للبحث عن المعلومات الطبية الذي يربط بين وثائق عن المرض وتشخيصه وعلاجه وأدويته ومختلف الجوانب عنه. كما شرعت شركات ناشئة بالخوض في هذا المضمار مثل شركتي «باورسيت» و«ريا».

وان كان البحث عبر المحركات الحالية يتطلب تكيف الانسان مع اللغة التي يفهمها محرك البحث نفسه، فان المحرك الذكي سيكيف الكومبيوتر مع لغة الانسان. ومحرك البحث الحالي لا يفهم معاني الكلمات، بل انه مبرمج فقط لمقارنة الكلمات في ما بينها للتعرف على مدى تطابقها، وهو يرى كل «الويب» كهيئة او كتلة مليئة بالكلمات المحشورة في مليارات الصفحات سوية مع صلاتها الانترنتية التي تربط بعضها بالبعض الآخر وتكرارها في اكثر المواقع شعبية.

اما محركات البحث الذكية فستحدث تحولا كبيرا في المجتمع، عندما تتطور قدرات الكومبيوتر نحو التعامل مع التعابير الطبيعية للانسان، بدلا من تحويل تعابيره الى ما هو سهل للكومبيوتر. وعلى سبيل المثال، فان محرك بحث «باورسيت» Powerset لا يعكف على تدريب الكومبيوترات على قراءة الكلمات فحسب، بل الربط بين الكلمات ووضع الاستنتاجات حولها. وبهذا الاسلوب فان المحرك يمكنه التفكير، ثم اعادة تحديد العلاقة الرابطة بين الكلمات، للعثور عليها خارج صفحات الويب الأكثر شعبية وخارج المواقع الالكترونية التي تزدحم بهذه الكلمات، التي تظهر عادة في مقدمة قائمة نتائج البحث الحالية.