«حماس»: برنامج الحكومة لا يعترف بإسرائيل.. ولكن بالاتفاقات

تضارب في التصريحات وملف المفاوضات سيُترك لعباس وأنباء عن صفقة تهدئة

TT

اعطت حركة حماس اشارات متضاربة حول حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها الذي سيتوقف عليه تعامل اللجنة الرباعية والمانحين الدوليين معها، كما ظهر تباين بين تصريحات مسؤوليها والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).

وقد اعلن عباس أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البولندي ليش كاتزينسكي انه سيكلف رئيس الوزراء الحالي اسماعيل هنية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقبلة التي ستشكل «قريبا». وقال الرئيس الفلسطيني ان برنامج الحكومة سيحترم كل الاتفاقات السابقة التي وقعت مع اسرائيل.

وأصدرت حماس بيانا قالت فيه ان موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح يجب الا ينظر اليها على انها تخفيف لموقفها من اسرائيل. وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري «حماس لا تعترف ولن تعترف بالاحتلال ولن تقبل بأي برنامج حكومي يمكن أن يتضمن اعترافا بالاحتلال ولا يوجد بالبرنامج السياسي لحكومة الوحدة أي اشارة لمسألة الاعتراف بالاحتلال».

لكن أحمد يوسف المستشار السياسي لاسماعيل هنية شدد لـ«الشرق الاوسط» على أن حكومة الوحدة الوطنية ستعترف بكل الاتفاقيات التي وقعتها اسرائيل مع السلطة، لكنه استدرك قائلاً «بشرط عدم تعارضها مع الحقوق الوطنية الفلسطينية». ومع ذلك قال ان البرنامج السياسي الذي توافقت عليه حركتا فتح وحماس، «لا ينص على الاعتراف بإسرائيل لكن كل ما يتعلق بالمفاوضات مع اسرائيل سيكون خاضعا لإشراف الرئيس عباس». وقال إن الجميع في الساحة الفلسطينية غير قلق من التفاوض مع اسرائيل، على اعتبار أنه في حال تم التوصل لاتفاق مع اسرائيل، فإن هذا الاتفاق سيعرض على مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، لاسيما المجلسين الوطني والتشريعي. من جهة اخرى قال إنه في حال أوقفت اسرائيل عمليات القمع، فإن المقاومة الفلسطينية ستوقف عملياتها. يذكر أن «الشرق الأوسط» كانت قد نقلت أمس عن مصادر فلسطينية مطلعة، ان سورية أبلغت الجانب الفلسطيني، انها ستضغط على «حماس» للاعتراف بإسرائيل، باعتبار ان الوقت مناسب الآن، في ظل حكومة الوحدة الوطنية، ولرفع العزلة الدولية عن الفلسطينيين.

في غضون ذلك ذكرت مصادر إسرائيلية أن قرار الإفراج عن الوزراء والنواب الفلسطينيين الذين اختطفتهم اسرائيل في اعقاب اسر الجندي جلعاد شليط، جاء كمرحلة أولى ضمن صفقة شاملة ومتشعبة ستقود الى الإفراج عن الأسير شليط، وعن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الى جانب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وصولاً الى تهدئة شاملة بين حركات المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.