سربت منتديات الانترنت في السعودية منذ أسبوع، مقطعاً لمسلسل «طاش ما طاش» المُزْمَعُ بثه في رمضان المقبل على قناة «إم. بي. سي» بشكل حصري. وقد بدا المقطع منتقداً ممارسات بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طريقة تعاملهم مع الشباب. بعض المنتديات الأصولية حفلت بذات الصفحة بمواضيع ساخطة على نجمي العمل؛ وهما الفنانان ناصر القصبي وعبد الله السدحان؛ حتى أن بعض المواضيع وضعت خارطة توضح الطريق لمنزل القصبي بهدف «تأديبه» بحسب وصفهم، وهذه ليست المرة الأولى.
ويقول القصبي إن «النقد في طاش عادة ما يأتي نقداً للسلوكات والممارسات، وليس نقداً فقهياً أو فكرياً. ونقدنا للتصرفات الفردية مشروع لأي كان أو اياً كان الجهاز المنتمي له، طالما أنه جهاز تابع للدولة».
الداعية الاسلامي، الدكتور محمد النجيمي، قال «لا مانع من مناقشة أي جهاز سواء كان دينيا أو غيره بشكل نافع في هذه المسلسلات، شرط أن يكون خالياً من الاستهزاء. فالتوازن مطلوب في النقد. ولكني لا أرى فيه بأساً طالما أنه نقد بهدف الإفادة والتطوير والبناء حتى لو كان موجهاً للمؤسسات الدينية».
وأضاف القصبي أن فريق العمل بدأ يأخذ التهديدات التي تصل إليهم بمنحى جدي؛ «فنحن نتعامل مع عقليات مختلفة، بعضها مغسول، وعلى استعداد لعمل أي شيء».
الكاتب الاسلامي، محمد المحمود، يرى أن «المشكلة الحقيقية التي تواجه ـ طاش ـ تلك المتعلقة بنقد الممارسات الموسومة دينياً من قبل البعض. والمُعضِلة لا تكمن في المتشددين فقط بل في المتعاطفين مع التشدد. فيتحول أيُّ حوار نقدي يدخل فيه ترميز ديني ولو شخصي وكأنه نقد للدين، خصوصاً أن المسلسل يقدم نفسه برنامجا نقديا، وفنياته تقوم على مدى قدراته على استيعاب أدواته النقدية».