مطعم «حبايبنا» في بغداد .. زبائنه «فدائيون»

شيّ الدواجن والكباب مستمر رغم التفجيرات

TT

اصبح مطعم «حبايبنا» اشهر مطعم بمدينة الصدر في بغداد التي يزورها الموت والسيارات المفخخة والتفجيرات بانتظام، ولكن القنابل لم تتمكن من ايقاف شي الدواجن.

فكل يوم، يأكل 300 زبون 250 دجاجة. والأكلة الرئيسية في المطعم هي «الدواجن والبامية والأرز». وقبل الظهر وساعات الذروة في الثامنة مساء، يعد «الكبابجي» أسياخ الكباب في ركن من المطعم، بينما في ركن آخر يعد رجل آخر الفلافل. وفي المطبخ يعد الرجال «الشاورمة».

وقال سمير جباري، صاحب المطعم، «زبائننا فدائيون يضحون بأنفسهم، يعرفون الاخطار، ولكنهم يأتون الى مطعمنا». وجباري في التاسعة والثلاثين من عمره، ولكنه يبدو اكبر بعشر سنوات.

وقال قاسم الدوبيان، وهو عامل غير حليق في الخامسة والثلاثين من عمره، والذي يتناول الطعام يوميا تقريبا في «حبايبنا» منذ اكثر من سبع سنوات، «اشعر بأن قدري مرتبط بهذا المكان».

«حبايبنا» يمكن ان يصبح بالكاد عراقيا في التصميم والزبائن والأطباق التي يقدمها، إلا ان قصته مألوفة للعاملين في هذا المجال في اماكن اخرى. فقد فتحت الأسرة المحلَّ عام 1994 مطعماً عندما كان يطلق على الحي في ذلك الوقت «مدينة صدام». وتطور المحل وأصبح يقدم الوجبات السريعة ويوصل الطلبات الى المنازل. وفي نهاية الأمر شغل المحال المجاورة له بسبب توسع أعماله.

يذكر انه في مايو (ايار) 2005، أحرقت سيارة متفجرة المطعم ودمرت الشقق الواقعة فوقه، مما ادى الى مقتل 19 من زبائن المطعم واصابت 99 بجراح. وفي اواخر يوليو (تموز) الماضي، نسف انتحاري سيارة «ميني باص» في مدخل سوق بالقرب من المطعم، مما ادى الى مقتل 35 شخصا بمن في ذلك النساء والمراهقون.

وفي الاسبوع الحالي، انفجرت شاحنة ضخمة أمام سلسلة من المحلات المملوكة للشيعة بالقرب من المطعم، مما ادى الى مقتل 62 شخصا. وقال كاظم الجابري، 31 سنة، وهو زبون منذ خمسة أعوام ويعيش في مدينة الصدر «لا شيء سيوقفنا من القدوم إلى هنا».