البابا يعلن أسفه للمسلمين.. وبيان الفاتيكان لا يوقف الجدل

السعودية تبدي ألمها واستدعاءات للسفراء.. وشخصيات إسلامية تعتبر البيان غير كاف

TT

استمرت ردود الفعل المحتجة في العالمين العربي والإسلامي، امس، على تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر. ولم يوقف بيان لوزير خارجية الفاتيكان أعلن فيه أسف البابا، الجدل حول تصريحات البابا التي وردت الثلاثاء الماضي في محاضرة له في ألمانيا.

وأعربت السعودية عن استيائها التام وألمها حول تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، والتي تناول فيها الإسلام وشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصفات الله في القرآن الكريم. ودعت السعودية الفاتيكان الى أن يصدر عنه ما يعبر عن حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه وإصدار توضيح جلي عن تلك التصريحات. جاء ذلك في رسالة بعث بها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إلى وزير خارجية الفاتيكان. واستدعى المغرب أمس سفيره لدى الفاتيكان، بينما طالب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بابا الفاتيكان بالاعتذار. كما استدعت وزارة الخارجية المصرية رئيس بعثة الفاتيكان بالقاهرة أمس، للإعراب عن أسف مصر البالغ.

وتباينت ردود الفعل من شخصيات ومؤسسات وأحزاب إسلامية، واعتبر عدد منها بيان الفاتيكان، غير كاف، أو اعتذارا ناقصا، أو طالبوا بضمانات اضافية.

وقال وزير خارجية الفاتيكان الجديد، تارتشيتسيو برتوني، أمس «إن البابا يأسف بشدة لكون بعض مقاطع خطابه بدت مهينة لمشاعر المؤمنين المسلمين وفسرت بطريقة لا تتوافق إطلاقا ونواياه». وأضاف أن «رأي البابا المؤيد للحوار بين الديانات والثقافات لا لبس فيه إطلاقا».

وقال برتوني إن البابا «يعيد تأكيد احترامه وتقديره للمسلمين ويأمل أن يفهموا كلامه ضمن سياقه الصحيح». من جانبها، أكدت الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية، رفضها لتصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر ولأي مساس «برموز الإسلام». ووصف علماء أزهريون أسف البابا بأنه «اعتذار غير صريح ينقصه التوضيح. واعتبر الشيخ فوزي الزفزاف، الرئيس السابق للجنة الحوار بين الأديان بالأزهر، عضو مجمع البحوث الاسلامية، أن أسف بابا الفاتيكان يمثل تراجعا.

وفي لندن، اعتبر مجلس مسلمي بريطانيا، أكبر منظمة إسلامية في البلاد، أن توضيح الفاتيكان «خطوة أولى» على الطريق الصحيح.