تساؤلات في السعودية: الأعشاب الطبيعية.. هل هي داء أم دواء؟

بينها أدوية مخلوطة بالكيماويات

TT

لم تسلم تجارة العطارة وبيع التركيبات العشبية من الغش وخداع من يلجأ إليهم للعلاج من الأمراض. وظهرت على الساحة في الآونة الأخيرة تجارةٌ مربحةٌ، تجد تنافسا شديدا من المشتغلين فيها، على بطون الصحف والنشرات الدعائية التي تحفل بالكثير من الوصفات التي تتجاوز تأثيراتها المزعومة قدرات عفريت قنديل علاء الدين السحري. وباتت هناك تساؤلات مشروعة: هل هي داء ام دواء؟ بعد اصابة كثير من متناوليها لاخطار جسيمة. فكثير من هذه الاعشاب مخلوطة بالمواد الكيماوية وبعضها بخلطات اخطر.

هناك من يدعي قدرته على معالجة ما استعصى على الطب علاجه من الأمراض، مما يجعل كثيرا من الناس ينبهرون بهذه الوصفات، ناهيك من المرضى الذين يتلهفون على كل بارقة أمل، ويتحملون أموالا باهظة أملا في أن تُخفِّفَ بلواهم ويعيشوا حياتهم بدون ألم. الدكتور محمد بن عبد الله الطفيل، رئيس قسم السموم وتحليل الأدوية والأعشاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض قال لا بد من توفر شروط خاصة في الأعشاب كي يستعملها الإنسان ويعتمد عليها في العلاج، مثل نوع الأعشاب ومكان زراعتها وريها بمياه مناسبة، كما يجب أن تكون بعد حصادها خالية من العوالق والحشرات، ويتم تخزينها في أماكن مناسبة كي لا تفقد خصائصها.

وحذر الدكتور الطفيل من امتلاء الساحة بوصفات يدعي أصحابها أنها سحرٌ في العلاج، وأنها عالجت أمراضا عجز عن علاجها الطب الحديث، ووصفها بالهراء والدجل، وطالب بمحاربة مروجيها حتى لا يكون ضررها مضاعفا.

وبسؤاله، هل كل الأعشاب التي نسمع عنها أو نراها مناسبة كعلاج؟ قال: للأسف ما نراه الآن يعتبر غشا، وأصبح بعض المتاجرين في الأعشاب يخلطونها بمواد كيماوية، مثل الفولتارين أو البنادول، وبعض المواد التي تُسكِّن الألم وبسببها يشعر مَن يتناولها بتحسن، اعتقادا منه بفاعلية وجودة هذه الوصفات، لكن الحقيقة هي أنه وقع ضحية للنصب وقلة الضمير، كما أن بعض هذه الأعشاب تحتوي على مواد مخدرة، مثل انفيتامين التي تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة.