نجران بوابة تاريخية شهدت قصة أصحاب الأخدود

أول محرقة في التاريخ البشري

TT

لا يعرف الكثيرون عن نجران (أقصى الجنوب الغربي للسعودية) أنها صرّة تاريخ الجزيرة العربية، ومهد حضارات وثقافات ضاربة في القدم، وتضج بالاختلاف والتنوع والتضاد. وتنسب تسميتها في إحدى الروايات المتضاربة الى (نجران بن زيدان بن سبأ) الذي يقال إنه أول من نزل في موقعها وأسسها، تماما كما أسس مدينة الإسكندرية الإسكندر الأكبر المقدوني. ودانت منطقة نجران الى أمم سادت ثم بادت حتى دخلت في البلاد السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود سنة 1350هـ. وتشير المصادر التاريخية الى أنها خضعت لدولة معين ثم حمّير (من عام 115 ق م حتى عام 340م) بحسب شهادة المؤرخ الإغريقي (سترابون) كما غزاها الرومان في عهد أغسطس 24 ق.م عقب احتلالهم لمصر، حيث قاموا بتدميرها، وتعد نجران أحد الأماكن القليلة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

وكانت المدينة مسرحا لحادثة أول محرقة في التاريخ البشري، وخلدت آيات الذكر الحكيم قصة أصحاب الأخدود الذين كانوا يسكنون في هذه المنطقة في مطلع سورة البروج. قال تعالى: (والسماء ذات البروج. واليوم الموعود. وشاهد ومشهود. قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد. الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد).