الإعصار الديمقراطي يسقط رامسفيلد ويحاصر بوش

سيطروا على مجلس النواب وعلى بعد مقعد من الشيوخ * أول مسلم في الكونغرس وأول امرأة ترأس المجلس * ضربة للمحافظين الجدد

TT

في أول تفاعلات لاعصار الديمقراطيين الذي اجتاح الانتخابات الأميركية النصفية, أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، استقالة وزيره للدفاع دونالد رامسفيلد، وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) الأسبق روبرت غيتس مكانه. وأوضح بوش أنه بصفته كقائد أعلى للقوات المسلحة، تفاهم مع وزيره للدفاع دونالد رامسفيلد بأن الوقت قد حان لتعيين قيادة جديدة على رأس وزارة الدفاع. وجدد بوش من ناحية أخرى ثقته في نائبه ديك تشيني.

وجاء تخلي بوش عن وزيره للدفاع إثر «الزلزال» الذي أحدثه فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب وانتخابات حكام الولايات، وتقدمهم في مجلس الشيوخ، في انتخابات الليلة قبل الماضية. بما شكل ضربة لتيار المحافظين الجدد ويكبل الرئيس بوش في الفترة المتبقية من رئاسته.

وكانت الزعيمة الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوزي التي ستكون أول أمرأة ترأس المجلس، قد دعت بعد ظهور نتائج الانتخابات امس، الى استقالة رامسفيلد بعيد سيطرة حزبها على الغالبية في مجلس النواب. وقالت بيلوزي: «اعتقد ان ثمة حاجة الى قيام الرئيس ببادرة لتغيير الاتجاه، والتغيير يجب أن يحصل في قيادة البنتاغون».

وحتى مساء امس، ظلت السيطرة على مجلس الشيوخ معلقة في انتظار البت في مقعد ولاية فيرجينيا، وفي حال المطالبة بإعادة الفرز فإن النتيجة النهائية لن تظهر قبل اسابيع عدة. ولعب الصوت العربي في فرجينيا دورا مهما بسبب التقارب الشديد في الأصوات بين المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ، مما قد يجعل هذه الأصوات العربية في النهاية، هي التي ترجح كفة المرشح الديمقراطي جيم ويب الذي سيحسم نجاحه مصير مجلس الشيوخ، ويساعد الديمقراطيين على انتزاع الأغلبية فيه من الجمهوريين. من ناحية أخرى، فشل مرشحان عربيان، في الفوز في انتخابات الكونغرس، عن كل من ولايتي تكساس وميشيغان. فقد خسر رجل الاعمال العربي الأميركي أحمد حسن، المنافسة على مقعد مجلس النواب عن مقاطعة هيوستن (تكساس) لصالح منافسته الديمقراطية شيلا جاكسون. كما خسر العربي الأميركي مايكل بوشارد، وهو مسؤول شرطة في مقاطعة أوكلاند بولاية ميشيغان وممثل الحزب الجمهوري، امام منافسته الديمقراطية ديبي ستابيناو. يشار إلى انه يوجد حاليا في الكونغرس الأميركي خمسة عرب أميركيين جميعهم من المسيحيين، بينهم أربعة نواب وعضو واحد في مجلس الشيوخ.

كذلك، فاز الديمقراطي كيث إليسون، بمقعد مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، ليصبح بذلك أول أميركي مسلم يشغل مقعدا في الكونغرس. وقالت الناطقة الإعلامية باسم كيث إليسون، إن عددا من المنظمات اليهودية والصحف التابعة لها في ولاية مينسوتا شجعت منتسبيها على الإدلاء بأصواتهم للمرشح الديمقراطي مما ساعد على نجاحه في الانتخابات. وأضافت أماندا ستيوارت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن النجاح الكبير الذي حققه المرشح المسلم يعود الى أن واضعي حملته تحلوا بالإيجابية، وأظهروا رغبة في بناء الجسور مع كافة التجمعات.