دارفور: القرويون بدأوا «التطبيع» رغم استمرار القتال

عاد الآلاف منهم إلى قراهم بقرارات شخصية

TT

أكدت تقديرات منسوبة لمنظمات الإغاثة العاملة في دارفور أن عدة آلاف من القرويين النازحين من الإقليم السوداني المضطرب عادوا الى قراهم فيما يفكر آخرون مثلهم بالعودة رغم استمرار القتال. بل إن بعض العائدين من القبائل المتناحرة بدأوا عملية «تطبيع للعلاقات»، متناسين جراح الحرب.

ويقول عمر عبد العزيز قادر، وهو أحد النازحين، إنه قرر العودة الى قريته في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أن علم أن هذه الركن الجنوبي الغربي من دارفور بات آمنا نسبيا مقارنة بمناطق أخرى، وهي المنطقة التي بدأ الرحّل (القبائل العربية) والمزارعون (الأفارقة) فيها اتخاذ خطوات متعثرة نحو المصالحة. وتحاول مجموعات الرحل إصلاح العلاقة بين الجانبين. وتقول حواء عبد الله إنها بعد وقت قصير من عودتها فوجئت بصديقة لها من مجموعات القبائل العربية جاءت للزيارة وهي تحمل لها بعض الطعام وتبكي بحرقة وتعتذر عما حدث. وتشير دراسة أجرتها الأمم المتحدة الى أن بعض جوانب الحياة في دارفور آخذة في التحسن. إذ جاء في نتائج الدراسة أن نسبة حالات سوء التغذية ووفيات الأطفال تراجعت منذ عام 2004 وأن الذين يمارسون الزراعة أفضل وضعا من الذين يعيشون في معسكرات النازحين. وبات سكان هذه المعسكرات يراقبون الوضع بحذر من جانبهم، فالمدارس متوفرة في هذه المعسكرات، كما تتوفر أيضا المياه ومراكز العلاج، وهذه من الأشياء غير متوفرة أصلا في قرى دارفور، الأمر الذي زرع بذور الاستياء والسخط منذ البداية. إلا أن بعض معسكرات النازحين تحول الى قرى ضخمة بها آلاف الأكواخ المزدحمة في صفوف طويلة مثل الشوارع.