مجزرة الأطفال النائمين

بيت حانون: 18 قتيلا من عائلة واحدة * أولمرت يعتذر والفلسطينيون يتوعدون

TT

ارتكبت اسرائيل أمس مجزرة جديدة في بيت حانون شمال قطاع غزة مخلفة ما لا يقل عن 20 قتيلا منهم 18 من عائلة العثامنة إضافة الى اكثر من 40 جريحا بعضهم في حالة الخطر. وبذلك يصل عدد القتلى الفلسطينيين على ايدي القوات الاسرائيلية منذ بداية ما يسمى بحملة «غيوم الخريف» على البلدة قبل اسبوع، الى 83 معظمهم من الاطفال والنساء. وحسب المعلومات الفلسطينية فان من بين الضحايا 7 أشقاء و10 من الضحايا من الاطفال و7 نساء. ووقعت المجزرة الاسرائيلية في الساعة الخامسة والنصف من فجر امس والناس نيام، بسقوط اول قذيفة مدفعية من العيار الثقيل على منزل العثامنة المكون من اربعة طوابق في شارع حمد في البلدة، ليخترق سطح الطابق الرابع والثالث، وتنفجر في غرف الاطفال وهم على اسرتهم نائمون. وانتظرت القذائف الاسرائيلية الـ 11 الاخرى، الجيران الذين استيقظوا مذعورين على صوت الانفجار، وهرعوا لمساعدة العائلة المنكوبة، لتسقط على منزلين آخرين اضافة الى منزل العثامنة، وتحصد مزيدا من القتلى والجرحى.

وحسب شهود عيان، كان المشهد مرعبا اذ اختلطت برك الدم بأشلاء القتلى والجرحى. وقال أبو حمدان، احد سائقي سيارات الاسعاف لـ«الشرق الاوسط» التي زارت البلدة، «عندما وصلنا الى موقع المجزرة احترنا من اين نبدأ، بسبب كثرة القتلى والجرحى». وحسب ابو حمدان، فانه رغم أن عمله منذ 10 سنوات يتركز في هذا المجال، إلا أنه لم يتوقع في يوم من الأيام أن ترى عيناه المشاهد التي رآها امس في بيت حانون. وتابع القول انه شاهد احد الجرحى وهو يحمل ابنه القتيل مندفعاً نحو سيارة الاسعاف وقبل وصوله السيارة، فإذا بذراع الولد تسقط، وعندما حاول الوالد المكلوم انتشال الذراع، فإذا برجل ابنه تتدلى، فارتمى على الأرض منهاراً.

الى ذلك اعلنت السلطة الفلسطينية الحداد الوطني لمدة 3 ايام على ضحايا المجزرة، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ان «هذا اليوم هو يوم اسود في تاريخ ممارسات إسرائيل إزاء الشعب الفلسطيني يذكرنا بكل المجازر التي ارتكبتها اسرائيل ضد شعبنا» وحذر من أن الفلسطينيين لن يصبروا على مجزرة بيت حانون.

وهدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق، بأن «إدانتنا لهذه المجزرة لن تكون بالأقوال فقط بل بالأفعال. المقاومة تفعل ولا تتكلم». وحمل مشعل إسرائيل والإدارة الأميركية المسؤولية.

واتهمت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الولايات المتحدة بتوفير «الغطاء السياسي والمادي واللوجيستي لجرائم الاحتلال وهي مسؤولة قبل الاحتلال عن مجزرة بيت حانون». وناشدت «شعوب الأمة في أرجاء المعمورة تلقين العدو الأميركي دروساً قاسية».

واعتذر رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، رسمياً الى أبو مازن. وعرض أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس، «تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة والرعاية الطبية الفورية للجرحى». وقال إنه أمر بالتحقيق في ظروف وقوعها.