باحثون من السويد: أدوية معالجة القرحة آمنة

قالوا إن خفض درجة حموضة المعدة لا يسبب السرطان فيها

TT

المخاوف التي كان يُبديها بعض الأطباء وتبعث المرضى على التساؤل حول أمان الاستخدام طويل المدى لأدوية علاج قرحة المعدة، التي تعمل على خفض إفراز الأحماض، وجدت إجابة مطمئنة أخيراً، بعد ان اعلن باحثون من السويد، في عدد نوفمبر الحالي من مجلة القناة الهضمية الأميركية، أن الأدلة العلمية لا تشير الى أن لهذه الأدوية علاقة برفع خطورة الإصابة بسرطان المعدة أو سرطان المريء.

ومن جهة اخرى ومع انتشار انطباع لدى الكثيرين، من أطباء وغيرهم، بأن وجود بكتيريا المعدة الحلزونية في المعدة شيء ضار يجب التخلص منه، يذكر الباحثون من المؤسسة القومية للسرطان في الولايات المتحدة أن ثمة مؤشرات تقول إن وجود هذا النوع من البكتيريا في المعدة يُقلل من احتمالات ظهور السرطان في الأجزاء العلوية من المعدة، هذا مع وجود مؤشرات أخرى أن وجودها له علاقة بظهور السرطان في الأجزاء السفلية من المعدة.

وفيما لا يزال العلماء يبحثون في أسباب الإصابة بسرطان المعدة من جوانب شتى، تجاوزت الدراسات دور الخلل في الجينات ونوعية الأطعمة أو المشروبات التي يتناولها الإنسان، وصلت إلى حقيقة دور الأدوية، وخاصة منها أدوية منع إفراز حمض المعدة الواسعة الاستخدام، ودور بكتيريا المعدة الحلزونية في مشاكل المعدة واضطراباتها برمتها.

وتعتبر اضطرابات المعدة والمريء و الإثنى عشر، بالقروح أو الالتهابات، أحد أكثر الأمراض انتشاراً على النطاق العالمي، وسببا للإزعاج والمعاناة لدى الكثيرين. وكانت العمليات الجراحية هي الحل العلاجي الوحيد، لكن بعد ظهور عقارات مثل الزنتاك والتغاميت خف كثيراً اللجوء إلى الجراحة. إلا أن الحاجة كانت تستدعي توفير أدوية أقوى مفعولاً، وهو ما قاد إلى ظهور أدوية عالية القوة في منع المعدة من إفراز الحمض، تُدعى مثبطات مضخات البروتونات مثل لوزيك و نيكسيم وبروتونوكس، التي تعتبر إحدى المحطات التاريخية المهمة في معالجة أمراض المعدة والإثنى عشر والمريء. بيد أن الشكوك كانت تحيط بأمان استخدامها لسنوات عدة خوفاً من الإصابة بالسرطان. ثم بعد اكتشاف أن ثمة عاملا مهما في ظهور قروح المعدة والإثنى عشر، ألا وهو بكتيريا المعدة الحلزونية، تطورت معالجات القروح تلك لتشمل برنامجا من المضادات الحيوية للقضاء على تلك البكتيريا. لكن البعض ما يزال يتساءل حول جدوى القضاء عليها.