لغة الضاد تهيمن على أسواق بلجيكا الشعبية

أصوات الباعة: «ياللا ياللا.. كلّ حاجة بـ يورو».. و«تعالي يا ماريا»

TT

ان تجلس في مكان ما وتستمع الى اصوات الموسيقى العربية او يتجاذب البعض اطراف الحديث امامك بلغة بلادك ثم تشاركهم هذا الحوار، قد يكون كافيا من وجهة نظر البعض لكي يقضي على الاحساس المرير بالغربة، وأن تقرأ جريدة عربية او تشاهد محطة فضائية عربية قد يحقق نفس الامر، ولكن ان ترى يوميا مشهدا يستمر لعدة ساعات بجسد بالصوت والصورة الاجواء والعادات والتقاليد العربية، فهو الامر الذي تذوب معه مشاعر الغربة والإحساس بالبعد عن الأهل والأقارب.

ونجد في مدينة انتويرب او مدينة جنت او مدينة شارلوا او لياج وهي مدن تقطنها اعداد كبيرة من الاجانب من المهاجرين الذي وصلوا الى البلاد نهاية الخمسينات ومطلع الستينات. وعندما تدخل أحد هذه الاسواق تلاحظ مباشرة ان الطابع العربي هو الغالب ولا تسمع سوى النداء باللغة العربية من البائعين بالرغم من ان هناك من المترددين على السوق من جنسيات اخرى؛ ومنهم بلجيكيون او اوروبيون من جنسيات اخرى او آسيويون، فمثلا بائعو الفواكه والخضار تجدهم يرفعون اصواتهم بالقول «يورو. يورو. يورو».. «العنب بيورو».. «الموز بيورو».. «البرتقال بيورو».. «التفاح بيورو».. «كل حاجة بيورو».. ثم يرد شخص آخر بالقول «كل حاجة عندي بيورو».

وهناك بائع الحلوى الذي ينافس بائع الفواكه في الهتاف والمناداة على السيدات البلجيكيات او الاوروبيات بالقول «يالا يالا ماريا»، و«ماريا» تقال للسيدة التي تحمل اسم مارلين او ماورلين او ميرلا اوماريا، وهي من الاسماء السائدة في بلجيكا. ويرفع بائعو الفواكه والخضار صوانيَّ عليها قطع من الأناناس او البطيخ او البرتقال كعينات للمترددين على السوق ليذوقوا منها لإقناعهم بحلاوة السلع الموجودة لديهم وجودتها.